Sunday, April 3, 2011

إلتئــام || ~





الجروح.. ندبات توشم على اجسادنا.. كل ندب هو ذكرى.. تعود للذاكرة في لمح البصر..تحمل ألمها كاملا، وكأنه يولد جديدا.. ويكشف عن نفسه كما في المرة الأولى...
وكلما زاد الألم.. وزاد عمق الجرح.. زادت مدة الإلتئام..
جروحه هو.. كانت ذكرياته كلها بلا استثناء.. يتنفسها بين كل ثانية وثانية.. في كل صباح ومساء.. تطارده ليلا مع كوابيسه..
كان يغرق كل يوم في خطاياه.. ودماؤها هي نقش على جبينه، في حرقة الألم وعذاب الضمير يبحث عن نفسه.. يبحث عن جواب لتساؤلات [ مشاعره ] التي لا تحصى ..
[ بقتلها ] مرة تلو الأخرى... يجد السلوان لنفسه فقط.. لا قانون يمنعه.. ولا وازع يرده.. ولا ضمير ينهاه..
ولا هي تنهاه..
كان يعود كل ليلة، مطأطئًا رأسه.. بسكين في يده.. ودماء تلطخ سكينه ويديه وملبسه ... وتقطر..
ثم يدخل .. ويغتسل..
تحت الماء.. الذي يشعر به لوهلة مثل ماء المطر.. يغسله من خطاياه، ويطهره من دمائها.. .. وذنوبه التي اقترفها [ في حقها ]..
يذرف دموعه.. بروح مهزومة .. تهيم في غياهب المستقبل.. يبكي تحت الماء فقط... حتى لا يدرك أحدٌ بكاؤه.. ولو أنه كان وحيدا تماما.. لكنه كان يدرك أنه يخبؤها من كبريائه وحسب..
دموعه كانت تنطق ضعفا، وقلة حيلة، وألم...
وطفلا ... يشاهد مصيره أمام عينيه.. مكتف الأيدي بلا حول ولا قوة..
كل ليلة.. كان يحمل سكينه، ثم يذهب إلى منزلها.. وتستقبله بأذرع مفتوحة على أوجها.. وابتسامة حتى تبين أضراسها..
ثم ترى السكين في يده...
وتدرك مصيرها الذي لن يتغير.. ولا تبدل ابتسامتها.. بأمل يكاد لا ينضب.. تقول كلماتها المعتادة [ مثل كل ليلة ] ...
"انهض"
فيغرس السكين في قلبها ويلطخ يديه بدمائها.. مرة أخرى..
ويغادر..ويخلف فجوة كبيرة في قلبها، تحرقها من الداخل إلى الخارج، وتصرخ ضعفا وعذابا لا ينتهي..
×××
مرة أخرى ..
ارتدى ملابسه السوداء.. وكأنه ملَك الموت، وحمل سكينه، وأغلق الباب مغادرا..
طرق بابها...
بأذرعها المفتوحة على أوجها وابتسامتها التي لم تتبدل، وزينتها وعطرها، استقبلته.. ثم نظرت إلى يده.. لتجد أنيسة قلبها، وقاتلتها..
لم تعبس.. ولم تغلق الباب في وجهه..
وقالت له "انهض"
ولأول مرة ... رد عليها "سأنهض".

ألقى بسكينه على الأرض الرخامية ..
أصدر صوت ارتطامها بالارض دويًا تردد في الأجواء..
مرت ثوانٍ...
تأملت هي حلمها الذي أصبح حقيقة..
خشيت أن تكون هذه مجرد أحلام يقظة .. أو ربما ضرب من الجنون !!
لكن لا..
كان هذا واقعها الذي طال انتظاره.. وقد حان وقته...
اتسعت ابتسامتها على سعتها..
وبنفس الأذرع التي اشتاقت إليه.. عانقته..
لتدفئه قليلا.. وتروح عن نفسه قليلا... وتوقف دموعه المهدورة قليلا..

على الأرض الرخامية الباردة ذاتها.. جثيا سوية.. متعانقين..
هو.. بكى.. بلا خوف.. أمامها.. كان يشهق بشدة...
وهي.. كانت متأكدة في أعماق أعماقها.. أنه سيعود.. وأنها إن وثقت به أكثر مما وثق بنفسه..
بكل تأكيد سيعود..
لانها تعلم مشاعره وتحفظه هو عن ظهر قلب ..

Detecated to A.H
:)

Saturday, April 2, 2011

الســـادس~ مـــ ن مــارس




اليوم عيد ميلادنا

..
اليوم مرت سنة على وشم ألم وشمته على قلبي.. اليوم مر عام على حزني ووجعي..

سأحتفل..
سأرتدي أجمل فساتيني.. وأتعطر بأطيب عطوري، وأبدو في أجمل حللي..
ثم احضر عود كبريت واحد.. وأشعل نارا.. وأسعرها..
سأسعرها بصورك.. ثم أزيدها تسعيرا .. بأن ارمي فيها كل صفحة من مذكراتي كتبتها يوما ما [عنك].. وأشاهد لهيبها..
أصارع دموعي في أحداقي.. و أتمرد على قلبي.. بضحكات مزيفة..
ثم أرسمك على جدراني.. بلون رمادي داكن.. ملطخ بدموعي الموءودة..
كسراب خلفه الزمن وكنت أنا الغبية أبتغيه..