Tuesday, October 18, 2011

رجل استثنـــــائي }}



          الكتابة على ضوء القمر هي شكل من أشكال السمر... الذي لا يدركه الا الكاتب والمكتوب إليه... لهذا أكتب إليك في ضوء القمر؛ لأتسامر إليك وحدك.. وأسر حديثي إليك وحدي..
الليلة، حتى عن الكتابة إليك أعجز، ماعاد قلمي قادرا على ترجمة العشق الذي يحمله لك قلبي...حتى الكلمات أخرست في وصف عينيك...
عيناك هما تراجم هيروغليفية، للإسهاب فيها قواعد ونظم.. وللحديث عنها آداب وأصول... والأخطاء في حقها لا تغتفر..
دعني أبحر في لغتك، علمني حروفك لأحترف حبك، علمني الكلمات لأصوغ أشعارا في عشقك...لأنك رجل استثنائي..
وإن رجلا استثنائيا مثلك..
يحتاج إلى كتب تكتب له وحده..
وحزنٍ خاص به وحده...
وموت خاص به وحده...
وزمن بملايين الغرف..
يسكن به وحده..



×××

Friday, October 7, 2011

يومـان




يومان كاملان.. أحدق إلى هذه الورقة البيضاء.. وتحدق إلي..
بانتظار أن أملئها بك، فتحتويك.. كما انا ممتلئة بك، وأحتويك.. يالزينة أوراقي عندما تحتويك، وما أبشعها عندما تخلو منك..

أشتاق إليك، ولا أجد لأشواقي حدودا ،،
لأنني أدرك وجودك في كل شيء حولي.. إلا فيك..



أحب الكتابة عنك أو إليك... لعلها تمر بك ، ولعلك تصغي لأنين قلبي من بعدك..
أكره كل ابتسامة ليست بسببك، وأعوذ من الضحكات بدونك..
كل شيء بعدك رماد، لأن كل شيء كان معك بألوان الطيف. فأنت كما المطر.. تعكس الجمال، وبغيابك تتلاشى كل الألوان.


يسألونني، لماذا أحبه ؟ لماذا لم ينسني الزمن شيئا من الذاكرة؟ كيف أنسى.. وأنت كل الذكريات، وكل ما كان قبلك مجرد سواد.
تسألني لماذا أحبك ؟
لأنك أنت تمثل الجمال في عيني... وربيع فصولي، والأبيض بين ألواني..
أحبك فقط لأنني أحبك..

فراقك عني ما يزيد قلبي إلا لوعة واشتياقًا ولهفة عليك.. فالحب نبته، الفراق ماؤها..
كم أحسد هؤلاء اللذين لم يشعروا بهذا الألم.. وكم أحزن لهؤلاء اللذين لم يتذوقوا طعما لتلك السعادة..
أتساءل عن الأسباب والمسببات.. عن كمية الذنب الذي اقترفته بحقك، لأستحق وجعا كهذا الوجع.. إن جرح القلب... لا يلتئم..
إنه جرح كالسراب، لا يغيب ولا يحضر.. ولا يريحني فيختفي..


أتساءل.. عن تقاسيم يديك.. عن أشكال عناقاتك.. وعن كل التضاريس التي تميزك.. أنا التي حرمت من كل شيء.. إلا نصيبها من الألم.. ونصيبها من الكتابة..
أكتب ... لأن الكتابة هي سقاية الوجع.. لأن وجعي هو أنت.. وأنت هو كل ما أريد..
أتألم لنا وليس مننا.. أتألم لأنه قدري الذي لم أتذمر منه... أتألم لأعيش بك.. وبمقدار الحب يأتي الألم.. أما الان، فبمقدار الألم، يزيد حبي لك..

Monday, October 3, 2011

,, [ ذكريــات [ بقلم سبورة ,,



ركضت إلى تجذب ملابسي وتناديني "أحلام، أحلام"
طالعتها بعينين نصف مفتوحتين وقلت "نعم.."
أشارت إلى المرآة بسبابتها الصغير وقالت "انظري ماذا رسمت !"
حولت ناظري إلى المرآة، لأجد رسمة رسمتها بقلم سبورة أزرق، رسمة طفولية لا تخلو من أخطاء في المقاييس والأبعاد..
كانوا ثلاثة كما يبدو، فتاتان وفتى، الجميع يتشابه في الملامح، احدى الفتاتان طويلة واحداهن قصيرة، ضحكت بيني وبين نفسي.. فمقياس السن في رسم الأطفال هو الطول وحسب..
 الثلاثة يقفون على أرض غير مستوية، أذرعهم الطويلة كانت تلتقي في الأيادي، وشعر الفتاتين يكاد يصل أفخاذهن، الجميع يرتسم بسمة على محياه، وقلوب تتطاير إلى السماء من فرط السعادة..تبسمت وقلت "من هؤلاء؟"تمايلت في وقفتها ثم أشارت إلى الفتاة الطويلة وقالت "هذه أنت." ثم نقلت سبابتها إلى الفتى وقالت "وهذا حسان" عادت تتأملني بعينان تبرقان وقالت "مارأيك؟"
حسان؟
هو مرة أخرى.. حتى على سبورتي..وكأن القدر يتلاعب بي كدمية، يحركني بخيوطه. ويرسم آمالي وأحلامي وسعادتي، على سبورة بيضاء، بقلم طفلة لم تتجازو الثامنة من عمرها..
ليذكرني، كم هو مستحيل هذا المنال..
دمعة... تجمعت في عيني بلا سابق انذار..
تعجبت أختى وقالت بنبرة طفولية مشبعة بالاهتمام "مابك؟"
مسحت دمعتي وحولت حديثنا إلى الرسمة مجددا "ومن هذه الصغيرة؟ أهي أنت ؟؟"
ردت "لا انها ابنتكما".
قلت لها "وهل يد ابنتنا تصل حتى الأرض ؟؟ هل نحن فضائيون ؟"
أصدرت عبير تنهيدة انزعاج "سأصلحها الان"
مسحت الأيدي الطويلة بقطعة قماش كانت معها..

~
لن تُسرق مني دمعة أخرى.. [يكفي!]
لأنني بكيته ألفا وألفا وألفا..بكيته ألف مرة في ألف ليلة..وبألف دمعة حتى نقشته على خدي..وبألف لغة وحرف كتبته..
~
سأضحك، ولو كانت ضحكاتي ضربا من الجنون، سأضحك، حتى ولو كانت ضحكة باكية، ضحكة دمع بها قلبي ألف دمعة..كم كان يلزمني من القوة، ومن الصبر لأطلق تلك الضحكة، لأوهم تلك الصغيرة بأن رسمتها [أسعدتني]..
غادرت..
تركتني، لتذهب وتلعب بدميتها..تركتني، لأستسلم مرة أخرى، لدموع أوهمتني بالانسحاب، برفع راية بيضاء.. بهدنة غير معلومة الأجل..
اسمك قريب جدا من دموعي، كما المسافة بين عيني، قرب الحاء من سين اسمك، وقرب سينك من نون الندم وميمها..
~
أبكي ،، لأنني أودع بقايا الذاكرة، لأنني أمسح الذكريات كما مسحتْ تلك الأذرع الطويلة..

عبير..
لم لم تمسحي القلوب وتستبدلي الضحكات ببسمات مقلوبة ؟!أوليس هذا الواقع؟ أليست هذه الحقيقة؟
الواقع ،، هو أننا فعلا على أرض غير مستوية، على قدر غير عادل، على أمل وهمي لن يتحقق.ارسمي الواقع.. حتى لا تصدمي بحقيقة تعاكس لوحتك، ارسمي ماترينه، وليس ما تتخيلنه أو تأملينه..امسحي القلوب والابتسامات.. والسعادة أيضا..