Tuesday, July 17, 2012

بوابــــــہ للماضـــي




شعور وسط، ما بين التبسم والبكاء..
يسحبني إلى ما وراء الصمت..  يأخذني بإرادةٍ تواطِئه وتزيف الرفض.. ثم تتساءل في خفاء..
بيدين تلتمسان هذا اللغز السرمدي، الذي اكتنف مقبض الباب.. ثم تتراجعان...
أوأجده خلف هذا الباب، أم أجد مخلفات من الذاكرة مغلفة في بريد الآلام ؟!
أحمل في عينيّ ترقبًا وسعادة، وأستعد بذخائر كبيرة من أدمع وخيبات لا متناهية، تحسبا لصدمة أتوقع أن تقتحم الباب وتلج بلا استئذان..
ثوان تعيد ولادة أفكار وأسئلة وئدت قبل سنوات.. ومقبض يفصلني عما قد يصبح الجواب...
أترى صلواتي وأدعيتي وصلت أبواب السماء؟ هل يفصلني عن الأجابة مجرد إدارة المقبض وفتح هذا الباب ؟

غريب كيف أحمّل هذا المقبض، كل هذا الكم من الآمال المعلقة وأحلام اليقظة، وبعض الآلام أيضا...
غريب أنني حولته من مقبض إلى علّاقة، أعلق عليها خيبتي المحتمة لألومه عندما لا أجد من ألومه غير نفسي، وأستغل صمته وصلابته وصغر حجمه لأصيغ منه سلة مهملات لأوجاعي.. ليحملها بصمت عني.. دون اعتراض.

أمد يدي ببطء..
استعداد لخيبات أمل...
تلاشت في تلك اللحظة، جميع استعداداتي للخيبات، وبقي الأمل وحده.. وسؤال آخر اقتصر على حروف بعدد حروف اسمه..

فُتِحَ الباب...
وكأني لم أكن من فتحه...
ولج كم كبير من شعاع الشمس، حجب الرؤية عن عينيّ...
ضاقت حدقتيّ...
حتى رأيته...
هيئته التي نَحُلت، عظام وجهه التي برزت، لحية جديدة ولدها الفراق... عيناه بسوادهما العميق، تحمل الحزن والألم الذي حملته إطلاقا...

مهلا...

هذا ليس هو !
يداه تتصلبان، قدماه تتحجران.. عيناه تسقطان من تجويفهما..
"مهلا ! انتظر !"
وجهه يتحول إلى صنم واهن من رماد.. وجسده يتناثر رويدا رويدا أدراج الرياح..
بعجل ويأس أحاول لملمة بقاياه، والتمسك بهذه الأتربة..
بقدر ما أحمل من رماده على يدي، وأحاول حمل المزيد.. بقدر ما تتناثر كما لو كانت ذرات رياح مراوغة وحسب...

أفشل في التمسك ببقاياك، كما فشلت التمسك بك يوما...
أعود لأسامر ماضيكَ صبحا وعشية ومساء..
ألم لا ينجلي وجروح لا تبرى..
على ضفاف بابٍ دومًا ما أتركُه مؤاربا للذاكرة.

إضاءة ~
لنترك التمسك بالماضي، ولا نحمل هموما للمستقبل.. ولنعش الحاضر بحكمة وثقة وابتسامة.

Friday, May 18, 2012

[ ساحـرة قلبي ]



وحدك ..
تملكين عناقا سحريا..
مختلف عن كل عناق احتواني..مختلف الألوان..  فهو متعدد بعدد السماوات، ومتسع بعرضها..
وحده عناقك ..
يحتويني في كل تقلبات مشاعري، وكل فصول أعماري، وكل الأوقات بلا استثناء..
...كم مرة تساءلت في نفسي.. عن سر دفء عناقك في كل الأوقات، وعن أسباب توقف دموعي فقط عندما أعانقك.. كم هو سحري هذا العناق..

كم كنت أتباهي بك أمام رفيقاتي يا أمي.. عناقك سحري، وفراشك الذي يمنع الكوابيس عني كذلك سحري، قبلتك التي تمحو أي ألم... أيضا سحرية... كل شيء تعلق بك... ساحر حقا !!!!!!!!!!!!!!!!

في كل اللحظات التي تحمل عيني فيها شيئا من الحزن.. وتخبو إبتسامتي لأي من الأسباب..ما إن أعانقك، تنهمر دموعي وكأني لم أحاول كتمانها..
فتتشرب ثيابك البيضاء شيئا من أدمعي دون قصد.. حتى أصبحت ملجأ دموعي، ومخبأها..
ثيابك البيضاء التي تحمل أحزان رضيعة وطفلة وشابة...
ثيابك التي تحملني أنا والذاكرة في طياتها، والتي تحمل عبقك الذي لم يتغير...

عناقك الذي...
يكبل جميع مشاعري وتقلباتي.. بإعطائي مطلق الصلاحية، للبكاء بلا حدود.. وذرف الدموع بلا حساب... في لحظات سعادتي بك...
وحتى لحظات حنقي منك..
عندما تمنعينني من الخروج واللعب تحت المطر، بحجة أنني قد أصاب بمرض ما.
عندما تمنعينني من تناول الحلوى قبل الطعام، لأنها ستفسد شهيتي أو عندما تمنعينني من شرب الشاي أو القهوة، لأنني ما زلت صغيرة وعظامي ضعيفة..
جميع حججك كانت واهنة، غير مقنعة، بأي صيغة حاولتِ صياغتها، كم بدت حججك كبيرة المقاس ليرتديها عقلي الصغير..

لكنني الآن أدرك، حجم المعاناة التي تكمن في محاولاتك لإردائي حذاءا يكبرني عدة أعوام، أو شرح مسألة معقدة، بتحليلها إلى 1+1=2

كم كنتٌ عنيدة..
وكم كنتِ صبورة..
وكم كنت أنا صغيرة..
وكم كنت تصغرين لأجلي فقط..

الآن يا أمي.. أنا كبيرة !
فتصرفاتي مع أختي الصغيرة، هي تقليد أعمى، لتصرفاتك يوما معي..
عنادها يشابه عنادي كثيرا.. ووجهها الحزين يطابق قسماتي.. كلتانا نحترف كل المشاعر التي أدركناها..
فعندما نحزن، نحزن بإخلاص، ونبكي بكل أدمعنا، ونرتدي وجها للحزن ولا نخلعه إلا عند النوم...

ماذا عنك يا أمي ؟ أرتديتي هذا الوجه يوما ؟
أم أنك حقا كما ظننت يوما، قد أتيتي إلى هذا العالم وأنت كبيرة ؟!! وأنك لم تكوني يوما طفلة ؟!
أو أنني كبرت في ظلك، حتى صرت أشبهك حد التطابق ؟
فأنا ما عدت أعرفني منك...

×××

يتبع ~

Monday, May 7, 2012

دعــوة مفتــوحة للمشاركة ~






تسهل قراءة الذاكرة، عندما لا نمتلكها.. عندما تحمل بين سواد حبر الاقلام ومساحات الاوراق البيضاء..
عندما نختلس نظرات من ذاكرة ليست لنا...
اما عندما تكون هذه الذاكرة المسطورة.. ذاكرتنا.. بحبرنا واواوراقنا.. فإن وقعها اشد ما يكون على قلوبنا... فإننا لا نقرأ الكلمات وحسب.. بل نذكر اين كتبناها، وكيف كتبناها.. ولمن كتبناها.. ثم ننخرط في الحالة النفسية ذاتها، التي جعلت من كلماتنا.. شعرا.. ومن حروفنا.. أدبا .. ومن ذاكرتنا.. قصصا..
أكثر ما يمكن ان نصنعه بهذه الذاكرة، ان نفتحها على مصرعيها لنشارك هذه المشاعر جميها...
فالكتابة لم تشف أحدا من أوجاع الذاكره.. لكنها كالمسكن... تخدر الالام، فترة الإلتئام.. حتى تبرأ...
فلنكشف عن المسودات.. وليس النسخة المنقحة النهائية التي لا تخلو من التكلف والترتيب..
بل المسودة.. التي تحمل الخربشات الأولى، والأخطاء الإملائية والنحوية، والكلمات العفوية والروح الأولى للنص..
أن تدفعنا آلام حياتنا إلى حد الكتابة.. هو شيء.. لكن أن نشارك من هم حولنا عما نكتبه، فهذه هي قمة الجرأة..
ليس كل منا يكتبنا .. ومن ذا الذي يجيد كتابتنا بشكل أفضل، من أنفسنا..
لنترك التكلف.. لنكتب على مساحات الورق... ومساحات الجدران البيضاء... ومساحات السماء كلها.. وحتى أكفنا الصغيرة... ثم نشاركه.. مع من نحب.. ~





Sunday, February 5, 2012

خربشات قلم و [بقـــايـــا ذاكـــرة]




لم ألقَ مِن قبلُ أحدًا يجيد الحرقَ والاحْتِراقَ سوية مثلك.. تَحرقنِي فأَحْترق، وتُدَثّرني بدموعك فأنطفئ..

علمتني، كيف أحترف الحب والكره سوية... أحبك حتى أكرهك حد الاختناق، ثم أكرهك، حتى أحبك حد الجنون ... بين الموت والجنون معلقة أنا... حتى أصبحت حياتي كشريط سينيمائي يبث بالأبيض والأسود، أحدق إليه من إحدى زوايا الذاكرة...
ذاكرة نُحِتتْ لتجسدك وحدك...
عبثا أحاول الهرب من عينيك..
عبثًا أتجاهل أياما نقشت على بياض عينيّ وسوادهما..
عبثا أتجاهلك..
عبثا أتجاهلني...



×××


فراقك غير كل طقوسي القديمة...
عندما أحببتُك ولدتَ في طقوسا أنت أعلم بها، حتى صارت كالعبادة، تبعث السكينة فى قلبي، وبتركها تتخلني الوحشة والاغتراب...

فقد كنت كل مساء... أعانق صوتك، وألمسه، أما اليوم فكل مساء... أعانق الموت... على فراشٍ كنت أفترشه أنا وخيالك سوية، فالان حتى خيالك يأبى أن يشاطرني فراشي...
حتى خيالك لا يحدثني... حتى ذكراك باتت تتغرب عني...

ما ذنبي ؟! ما ذنبي لترفض ذاكرتي الألم.. كأنها هي من يبكي، أو يسهر.. او يحن أو يتألم...
عيناي وقلبي لا يمانعان، فما بها ؟؟!


×××



تصمت أعيني...
ويبكي قلبي... 
حتى يبتل صدري...
كل ما فيّ يعزيني فراقك.. 
كل مافي يترحم على ذكراك..
أشيع جنازة حبك في قلبي..
أحملها على كفن أحمر.. 

أبكيك..
وأبكيك..
وأبكيك.. 
فاليوم يوم البكاء..
يوم شق الجيوب ولطم الخدود.. 
يوم الآهات والدموع..
اليوم الذي أنسى لك فيه،،
كل أحقادي القديمة..
وكل الزلات الأليمة.. 
وأصيح بمحاسنك..
أعددها كما لو كنت ملاكا طاهرا... 
كما لو كنت معصوما عن كل خطأ..

إنها صلاة موتى.. 
يؤمها قلبي وحده...
ويأتم بها قلبي وحده..
فلا أكتاف تحمل أدمعي..
ولا قلب اخر يشاركني حبك..
ابكيك..
فالبكاء على الموتى، يحررنا من آلام الذاكرة..
أما الكتابة عنهم، فتحرر أقلامنها منهم..

لهذا بكيتك...
ولهذا كنت أكتبك...

قد كنت كل الذاكرة...
والآن أنت [ بقايــا ذاكـــرة ] ..


×××