Wednesday, September 3, 2014

بالرغم من الألم







 سبات...

في منامي.. حلمت بشتى الأشياء، أحيانا كنت أحلم بالفضاء وبالنجوم.. كانت تحدثني من حين لآخر.. وأحيانا كنت أحلم بالعسل، يقطر إلى إناء مزخرف نصف ممتلئ.. وحلمت بأحدهم أيضا.. كان يأتي ليسرق مني نجومي. كانت تخبو ما إن يلمسها... لم أستطع اللحاق به يوما.. فكنت أركض لاهثة خلفه حتى يختفي أو يبتلعه الظلام في مكان ما.
أحلام كانت تأتي وتذهب ثم أقعد في انتظارها حتى تعود مجددا.

استيقظت بسهولة وكأنني لم أكن الا نصف نائمة
ببطء تباعد جفنيّ، وبعد عدة ثوان اتضحت رؤيتي
          استجمعت قواي وقررت تعديل وضعيتي إلى الجلوس، بأنين منخفض استطعت أن أتكئ على ساعدي الأيسر لأجلس... وفور وضعي لساعدي على الفراش غاصت يدي بسائل كثيف فتبللت
رفعت يدي بصورة تلقائية ولمسته بين سبابتي وإبهامي. كان سائلا كثيفا أسود اللون... نظرت تحت مكان ساعدي لأجد نفس السائل الأسود.. ثم قادني نظري لأجده ملطخا كل الحيز الذي كان يضم جسدي
بهلع رفعت بصري خلف كتفي.. وجدت ظهري نفسه هو السائل الأسود، اتسعت حدقتا عيني بينما كنت أحدق إلى هذا المنظر الغريب... ما الذي حدث لي؟ ولماذا تحول ظهري إلى هذا السائل الغريب؟
لم أشعر بأي ألم ولا كأن أي شيء قد تغير، علمت أن تأثير المخدر لم يزل بعد، فهدأت قليلا بينما كنت أتحسسه بيدي الاثنتين.
 
بدأ عقلي يسترد قواه ويعمل ببطء...

ثم فهمت.. لماذا هذا السائل.. ولم كل هذا السبات.. ومن كان الرجل الذي يسرق نجومي. 
بدأ تأثير المخدر بالزوال تدريجيا.
تشعب الألم من وسط ظهري إلى جميع أطرافي، ولم أجد لغة سوى البكاء. عدت للإستلقاء مجددا أتشرب الألم من كل خلية في جسدي، ودموعي تنهمر من عيني مارة بخدي إلى أذني. وما إن استلقيت تماما على الفراش، حتى ازدادت كمية السائل الأسود، حتى كانت كافية لتبتلعني.
بين لحظة وأخري وجدتني أغوص في ظلام دامس. ببطء يكافئ كثافة السائل كنت اغرق تدريجيا..

توقفت عن التنفس وأغمضت عيني بشدة، لم أتنفس حتى كدت اختنق. فتحت عيني ثم شهقت شهقة واحدة. وجدت أنني أستطيع التنفس.. وأنني من البحيرة السوداء الكثيفة غصت إلى سماء واسعة زرقاء.
كنت أحلق. بلا أجنحة.
وقد أعجبني ذلك... بالرغم من الألم.

×××


قريت الكتاب بالمناسبة، عجبني ~
إسراء