Sunday, February 5, 2012

خربشات قلم و [بقـــايـــا ذاكـــرة]




لم ألقَ مِن قبلُ أحدًا يجيد الحرقَ والاحْتِراقَ سوية مثلك.. تَحرقنِي فأَحْترق، وتُدَثّرني بدموعك فأنطفئ..

علمتني، كيف أحترف الحب والكره سوية... أحبك حتى أكرهك حد الاختناق، ثم أكرهك، حتى أحبك حد الجنون ... بين الموت والجنون معلقة أنا... حتى أصبحت حياتي كشريط سينيمائي يبث بالأبيض والأسود، أحدق إليه من إحدى زوايا الذاكرة...
ذاكرة نُحِتتْ لتجسدك وحدك...
عبثا أحاول الهرب من عينيك..
عبثًا أتجاهل أياما نقشت على بياض عينيّ وسوادهما..
عبثا أتجاهلك..
عبثا أتجاهلني...



×××


فراقك غير كل طقوسي القديمة...
عندما أحببتُك ولدتَ في طقوسا أنت أعلم بها، حتى صارت كالعبادة، تبعث السكينة فى قلبي، وبتركها تتخلني الوحشة والاغتراب...

فقد كنت كل مساء... أعانق صوتك، وألمسه، أما اليوم فكل مساء... أعانق الموت... على فراشٍ كنت أفترشه أنا وخيالك سوية، فالان حتى خيالك يأبى أن يشاطرني فراشي...
حتى خيالك لا يحدثني... حتى ذكراك باتت تتغرب عني...

ما ذنبي ؟! ما ذنبي لترفض ذاكرتي الألم.. كأنها هي من يبكي، أو يسهر.. او يحن أو يتألم...
عيناي وقلبي لا يمانعان، فما بها ؟؟!


×××



تصمت أعيني...
ويبكي قلبي... 
حتى يبتل صدري...
كل ما فيّ يعزيني فراقك.. 
كل مافي يترحم على ذكراك..
أشيع جنازة حبك في قلبي..
أحملها على كفن أحمر.. 

أبكيك..
وأبكيك..
وأبكيك.. 
فاليوم يوم البكاء..
يوم شق الجيوب ولطم الخدود.. 
يوم الآهات والدموع..
اليوم الذي أنسى لك فيه،،
كل أحقادي القديمة..
وكل الزلات الأليمة.. 
وأصيح بمحاسنك..
أعددها كما لو كنت ملاكا طاهرا... 
كما لو كنت معصوما عن كل خطأ..

إنها صلاة موتى.. 
يؤمها قلبي وحده...
ويأتم بها قلبي وحده..
فلا أكتاف تحمل أدمعي..
ولا قلب اخر يشاركني حبك..
ابكيك..
فالبكاء على الموتى، يحررنا من آلام الذاكرة..
أما الكتابة عنهم، فتحرر أقلامنها منهم..

لهذا بكيتك...
ولهذا كنت أكتبك...

قد كنت كل الذاكرة...
والآن أنت [ بقايــا ذاكـــرة ] ..


×××

2 comments:

  1. another wonderful post from you maze ,I enjoyed reading it .
    about your anime group , I'm certainly pleased by your invitation and I very appreciate it ,however I'm afraid I can't accept it.
    I'm very sorry .

    ReplyDelete
  2. كــانت روعه النص في اختناق الذاكره .. بالامها .. وتوجعاتها ..وكل مابه رائع كما عودتنا

    لا بالجد ... رائـــــــــــــعه ..

    ReplyDelete