Friday, May 18, 2012

[ ساحـرة قلبي ]



وحدك ..
تملكين عناقا سحريا..
مختلف عن كل عناق احتواني..مختلف الألوان..  فهو متعدد بعدد السماوات، ومتسع بعرضها..
وحده عناقك ..
يحتويني في كل تقلبات مشاعري، وكل فصول أعماري، وكل الأوقات بلا استثناء..
...كم مرة تساءلت في نفسي.. عن سر دفء عناقك في كل الأوقات، وعن أسباب توقف دموعي فقط عندما أعانقك.. كم هو سحري هذا العناق..

كم كنت أتباهي بك أمام رفيقاتي يا أمي.. عناقك سحري، وفراشك الذي يمنع الكوابيس عني كذلك سحري، قبلتك التي تمحو أي ألم... أيضا سحرية... كل شيء تعلق بك... ساحر حقا !!!!!!!!!!!!!!!!

في كل اللحظات التي تحمل عيني فيها شيئا من الحزن.. وتخبو إبتسامتي لأي من الأسباب..ما إن أعانقك، تنهمر دموعي وكأني لم أحاول كتمانها..
فتتشرب ثيابك البيضاء شيئا من أدمعي دون قصد.. حتى أصبحت ملجأ دموعي، ومخبأها..
ثيابك البيضاء التي تحمل أحزان رضيعة وطفلة وشابة...
ثيابك التي تحملني أنا والذاكرة في طياتها، والتي تحمل عبقك الذي لم يتغير...

عناقك الذي...
يكبل جميع مشاعري وتقلباتي.. بإعطائي مطلق الصلاحية، للبكاء بلا حدود.. وذرف الدموع بلا حساب... في لحظات سعادتي بك...
وحتى لحظات حنقي منك..
عندما تمنعينني من الخروج واللعب تحت المطر، بحجة أنني قد أصاب بمرض ما.
عندما تمنعينني من تناول الحلوى قبل الطعام، لأنها ستفسد شهيتي أو عندما تمنعينني من شرب الشاي أو القهوة، لأنني ما زلت صغيرة وعظامي ضعيفة..
جميع حججك كانت واهنة، غير مقنعة، بأي صيغة حاولتِ صياغتها، كم بدت حججك كبيرة المقاس ليرتديها عقلي الصغير..

لكنني الآن أدرك، حجم المعاناة التي تكمن في محاولاتك لإردائي حذاءا يكبرني عدة أعوام، أو شرح مسألة معقدة، بتحليلها إلى 1+1=2

كم كنتٌ عنيدة..
وكم كنتِ صبورة..
وكم كنت أنا صغيرة..
وكم كنت تصغرين لأجلي فقط..

الآن يا أمي.. أنا كبيرة !
فتصرفاتي مع أختي الصغيرة، هي تقليد أعمى، لتصرفاتك يوما معي..
عنادها يشابه عنادي كثيرا.. ووجهها الحزين يطابق قسماتي.. كلتانا نحترف كل المشاعر التي أدركناها..
فعندما نحزن، نحزن بإخلاص، ونبكي بكل أدمعنا، ونرتدي وجها للحزن ولا نخلعه إلا عند النوم...

ماذا عنك يا أمي ؟ أرتديتي هذا الوجه يوما ؟
أم أنك حقا كما ظننت يوما، قد أتيتي إلى هذا العالم وأنت كبيرة ؟!! وأنك لم تكوني يوما طفلة ؟!
أو أنني كبرت في ظلك، حتى صرت أشبهك حد التطابق ؟
فأنا ما عدت أعرفني منك...

×××

يتبع ~

Monday, May 7, 2012

دعــوة مفتــوحة للمشاركة ~






تسهل قراءة الذاكرة، عندما لا نمتلكها.. عندما تحمل بين سواد حبر الاقلام ومساحات الاوراق البيضاء..
عندما نختلس نظرات من ذاكرة ليست لنا...
اما عندما تكون هذه الذاكرة المسطورة.. ذاكرتنا.. بحبرنا واواوراقنا.. فإن وقعها اشد ما يكون على قلوبنا... فإننا لا نقرأ الكلمات وحسب.. بل نذكر اين كتبناها، وكيف كتبناها.. ولمن كتبناها.. ثم ننخرط في الحالة النفسية ذاتها، التي جعلت من كلماتنا.. شعرا.. ومن حروفنا.. أدبا .. ومن ذاكرتنا.. قصصا..
أكثر ما يمكن ان نصنعه بهذه الذاكرة، ان نفتحها على مصرعيها لنشارك هذه المشاعر جميها...
فالكتابة لم تشف أحدا من أوجاع الذاكره.. لكنها كالمسكن... تخدر الالام، فترة الإلتئام.. حتى تبرأ...
فلنكشف عن المسودات.. وليس النسخة المنقحة النهائية التي لا تخلو من التكلف والترتيب..
بل المسودة.. التي تحمل الخربشات الأولى، والأخطاء الإملائية والنحوية، والكلمات العفوية والروح الأولى للنص..
أن تدفعنا آلام حياتنا إلى حد الكتابة.. هو شيء.. لكن أن نشارك من هم حولنا عما نكتبه، فهذه هي قمة الجرأة..
ليس كل منا يكتبنا .. ومن ذا الذي يجيد كتابتنا بشكل أفضل، من أنفسنا..
لنترك التكلف.. لنكتب على مساحات الورق... ومساحات الجدران البيضاء... ومساحات السماء كلها.. وحتى أكفنا الصغيرة... ثم نشاركه.. مع من نحب.. ~