Thursday, November 13, 2014

في ذكرى عام، الطيبون هم الأسرع رحيلا




أجلت حديثي عنه، لأنني أخشى الابتذال به
أخشى أن أتوه بين حبي له وحبي للكلمات ولا أعطي أيهما حقه
حتى أدركت الآن مهما أحببت الكلمات فهي لن تعبر عن حبي له
وأنني مهما أسهبت..
فلن أستطيع وصف الحرقة التي تركها في كل منا
أنني لن أستطيع أن أصف لمن لم يعرفه، لحظاتنا معا...
عندما نجلس حوله ويعدد لنا أسماء الله كلها...
عندما يسألنا عن أحوالنا وأحوال كل من نعرفهم، بدون أن ينسى ذكر أي منهم
ونتعجب في قوة ذاكرته القديمة
عندما يقترح "هازلا" أزواجا للعازبين منا
عندما يضحك ويناديني بـ سكرة وحلوة
دفء عناقه عندما يعانقني
وعندما يتبسم لي
أو ينظر إلي وحسب...
كلها كانت شعلات صغيرة من السعادة...
تحولت إلى براكين تحرق قلوبنا، وألم يعتصر دواخلنا
جدي،
ترك خلفه أربعة أجيال من الألم... والوجع لفراقه
ترك خلفه مدرسة للبساطة في الحب والطيبة...
ترك فراغا واسعا، في قلبي.. وقلوب كل أحبته...
اللهم تغمده برحمتك يا أرحم الراحمين
واجعل قبره روضة من رياض الجنة
واجمعنا به في الفردوس الأعلى
ياحي ياقيوم
×××

جدو عوض
الله يتغمدك برحمته

×××

رجل كان بألف رجل
قلبه كان وطنا، ابتسامته تستتر خلفها شمسا، طيبته تملأ عرضي السماء والأرض وتزيد
يتسابق الناس في حبه، فيسبقهم هو بحبه..
إن أعطته الدنيا شكر..
وإن أخذت منه صبر، ثم شكر..
لا تسمع منه تأففا ولا تشكيا..
يعاني ويعاني ويعاني.. ثم يبتسم..
تذيب قلبي رؤيته..
والآن يتقطع بفقده..

[[ والكلمات وحدها لا تكفيك حقك ]]
جدو عبد المولى ~
تغمدك الله برحمته،
وأوسع قبرك،
وجعله روضة من رياض الجنة،
وأبدلك دارا خيرا من دارك، وأهلا خيرا من أهلك،
وجمعنا بك في الفردوس الأعلى
ياحي ياقيوم
اللهم امين
×××

 جدو عبد المولى... اللهم اجمعنا في الفردوس الاعلى

×××

الطيبون هم الأسرع رحيلا

Wednesday, September 3, 2014

بالرغم من الألم







 سبات...

في منامي.. حلمت بشتى الأشياء، أحيانا كنت أحلم بالفضاء وبالنجوم.. كانت تحدثني من حين لآخر.. وأحيانا كنت أحلم بالعسل، يقطر إلى إناء مزخرف نصف ممتلئ.. وحلمت بأحدهم أيضا.. كان يأتي ليسرق مني نجومي. كانت تخبو ما إن يلمسها... لم أستطع اللحاق به يوما.. فكنت أركض لاهثة خلفه حتى يختفي أو يبتلعه الظلام في مكان ما.
أحلام كانت تأتي وتذهب ثم أقعد في انتظارها حتى تعود مجددا.

استيقظت بسهولة وكأنني لم أكن الا نصف نائمة
ببطء تباعد جفنيّ، وبعد عدة ثوان اتضحت رؤيتي
          استجمعت قواي وقررت تعديل وضعيتي إلى الجلوس، بأنين منخفض استطعت أن أتكئ على ساعدي الأيسر لأجلس... وفور وضعي لساعدي على الفراش غاصت يدي بسائل كثيف فتبللت
رفعت يدي بصورة تلقائية ولمسته بين سبابتي وإبهامي. كان سائلا كثيفا أسود اللون... نظرت تحت مكان ساعدي لأجد نفس السائل الأسود.. ثم قادني نظري لأجده ملطخا كل الحيز الذي كان يضم جسدي
بهلع رفعت بصري خلف كتفي.. وجدت ظهري نفسه هو السائل الأسود، اتسعت حدقتا عيني بينما كنت أحدق إلى هذا المنظر الغريب... ما الذي حدث لي؟ ولماذا تحول ظهري إلى هذا السائل الغريب؟
لم أشعر بأي ألم ولا كأن أي شيء قد تغير، علمت أن تأثير المخدر لم يزل بعد، فهدأت قليلا بينما كنت أتحسسه بيدي الاثنتين.
 
بدأ عقلي يسترد قواه ويعمل ببطء...

ثم فهمت.. لماذا هذا السائل.. ولم كل هذا السبات.. ومن كان الرجل الذي يسرق نجومي. 
بدأ تأثير المخدر بالزوال تدريجيا.
تشعب الألم من وسط ظهري إلى جميع أطرافي، ولم أجد لغة سوى البكاء. عدت للإستلقاء مجددا أتشرب الألم من كل خلية في جسدي، ودموعي تنهمر من عيني مارة بخدي إلى أذني. وما إن استلقيت تماما على الفراش، حتى ازدادت كمية السائل الأسود، حتى كانت كافية لتبتلعني.
بين لحظة وأخري وجدتني أغوص في ظلام دامس. ببطء يكافئ كثافة السائل كنت اغرق تدريجيا..

توقفت عن التنفس وأغمضت عيني بشدة، لم أتنفس حتى كدت اختنق. فتحت عيني ثم شهقت شهقة واحدة. وجدت أنني أستطيع التنفس.. وأنني من البحيرة السوداء الكثيفة غصت إلى سماء واسعة زرقاء.
كنت أحلق. بلا أجنحة.
وقد أعجبني ذلك... بالرغم من الألم.

×××


قريت الكتاب بالمناسبة، عجبني ~
إسراء

Thursday, January 16, 2014

حديــــــث النفـــــس


تتراكم الجروح على قلبها، وتكثر الندوب وتقل القدرة على التعافي كما تقل القدرة على الغفران والمسامحة...
لكنها تجيد النسيان كما تجيد التنفس، أو الحديث او المشي...
لأنها اعتادت دورة الذكريات هذه: سعادة مؤقتة، فجرح، فكره فحزن يليه النسيان.
فبطريقة ما غالبا ما تنتهي ضحية أحدهم، وفي طيات نسيان أحدهم، أو ماضٍ لأحدهم.
تتساءل ما لو كانت هي السبب في ذلك، مهما تعددت الطرق فهي جميعا تؤدي إلى وضعها في نفس المكان، لربما كانت هي التي تجتذب هذا النوع من الأشخاص أو الأحداث. ربما كانت هي كارثة ذاتية التدمير، أو قنبلة موقوتة على قدمين.
×××


السؤال الحقيقي هو... كيف نتجنب أن يحدث كل هذا مجددا ؟
أهو التعلم من أخطائنا، فلا نسمح لأي كان بأن يدخل قلبنا ؟ ونعيش في صومعة، أو شرنقة... فلا نحِب ولا نُحب؟ ولا نعطي كما لا نأخذ؟
أو أن نجلس على هامش الحياة بانتظار القدر الذي يأخذ أرواحنا؟!
فنحن هنا لا نجيد الامتناع الحيادي، إما أننا فتحنا قلوبنا على مصرعيها فتتعرض لكل الزلازل والصواعق والكوارث، أو أننا أغلقناها بسلاسل من حديد في قفص لا يصل إليه أحد، مقطوع عن كل أشكال المشاعر، صائم عن كل الأحاسيس.
ونحن هنا لا نجيد التخير كما الاختيار، فنسقط أسرى للألم مجددا.
ولا نجيد الجلوس بصمت على هامش الحياة أيضا.

كيف نتعلم أن نثق مجددا وبنفس الأريحية والسهولة كما في المرة الأولى؟! وهل نمتلك هذه القدرة الخارقة على تجاهل الندوب والتعايش مع آلام الذاكرة؟!
أويجب أن نلوم أولئك اللذين نحروا البراءة في قولبنا، أم نلوم أنفسنا لأننا نحن -بثقتنا- من أعطاهم خنجرا حادا كفاية ليطعننا بهذه الشدة وهذا العمق في القلب؟!



ملاحظة ~
لست متشائمة ولا سلبية... ولكنني أتساءل بواقعية

الكره يحتاج كمية كبيرة من الطاقة. وأنا لا أمتلك الطاقة الكافية.
لا أقول أنني أسامح بالرغم من أنني أؤمن به. فالمسامحة درجة عالية لم أصلها بعد، لكن الكره درجة منخفضة جدا لن أصلها ماحييت.
Just saying ~