Sunday, April 24, 2016

إليـــــك




مضت أعوام ولم تُستثَر غريزة الكتابة بي. لا لشيء، إلا لأن قلمي اعتاد الأحزان، وأوراقي اعتادت طيات الدموع وألم الفراق
وامتلأ معجمي مرادفات كثيرة للوجع والفراق، لليأس والانعزال...
ولم أذق طعما للسعادة.. إلا معك

عام وجزء من العام وفقدت أقلامي محابر الألم، ولم تجد كلمات لهذه السعاده.. وهذا الأمل
فقدت غصتي ونحيبي، واستبدلته بضحكات وتبسمات لا منتهية..

في بعدك يفقد قلبي نبضاته
ويضيق صدري شوقا إليك ولهفة بك...

هذا الحب..
هو لغز سرمدي اكتنف قلبي
احتوى آلامي وشفا كل جراحي...

وجدتني، ووجدتني بك السعادة، وخلق بي الأمل..
ورأيت عوالم من السرور.. وأزمانا من الهناء، لم أعرفها إلا بك..

لو كان حبك زمنا.
لكان طفولة جميلة .. بفصولها الأربعة.. صيفا مشرقا، وخريفا دافئا، وشتاءا ممتعا، وربيعًا مفعم بالألوان..

...ولو كان ساعة، لكان ساعة شوق ملتهب، أو حلما جميلا، أو صباحا مشرقا
سعادتي أنت خلقتها
ضحكاتي أنت مصدرها
حياتي أنت مصيرها وقدرها

""في الحب، يهيمن القدر على مسار الأحداث، ويفرض سلطته شئنا أم أبينا، ولا يبقى لنا الا الاستسلام أحيانا كثيرة والخضوع أحيانا أكثر""

أحمد القدر الذي سلمني إليك، والكلمات لاتكفي لشكر الله الذي أخضع قلبي إليك

لكل جسد روح، وروح جسدي أنت

Thursday, November 13, 2014

في ذكرى عام، الطيبون هم الأسرع رحيلا




أجلت حديثي عنه، لأنني أخشى الابتذال به
أخشى أن أتوه بين حبي له وحبي للكلمات ولا أعطي أيهما حقه
حتى أدركت الآن مهما أحببت الكلمات فهي لن تعبر عن حبي له
وأنني مهما أسهبت..
فلن أستطيع وصف الحرقة التي تركها في كل منا
أنني لن أستطيع أن أصف لمن لم يعرفه، لحظاتنا معا...
عندما نجلس حوله ويعدد لنا أسماء الله كلها...
عندما يسألنا عن أحوالنا وأحوال كل من نعرفهم، بدون أن ينسى ذكر أي منهم
ونتعجب في قوة ذاكرته القديمة
عندما يقترح "هازلا" أزواجا للعازبين منا
عندما يضحك ويناديني بـ سكرة وحلوة
دفء عناقه عندما يعانقني
وعندما يتبسم لي
أو ينظر إلي وحسب...
كلها كانت شعلات صغيرة من السعادة...
تحولت إلى براكين تحرق قلوبنا، وألم يعتصر دواخلنا
جدي،
ترك خلفه أربعة أجيال من الألم... والوجع لفراقه
ترك خلفه مدرسة للبساطة في الحب والطيبة...
ترك فراغا واسعا، في قلبي.. وقلوب كل أحبته...
اللهم تغمده برحمتك يا أرحم الراحمين
واجعل قبره روضة من رياض الجنة
واجمعنا به في الفردوس الأعلى
ياحي ياقيوم
×××

جدو عوض
الله يتغمدك برحمته

×××

رجل كان بألف رجل
قلبه كان وطنا، ابتسامته تستتر خلفها شمسا، طيبته تملأ عرضي السماء والأرض وتزيد
يتسابق الناس في حبه، فيسبقهم هو بحبه..
إن أعطته الدنيا شكر..
وإن أخذت منه صبر، ثم شكر..
لا تسمع منه تأففا ولا تشكيا..
يعاني ويعاني ويعاني.. ثم يبتسم..
تذيب قلبي رؤيته..
والآن يتقطع بفقده..

[[ والكلمات وحدها لا تكفيك حقك ]]
جدو عبد المولى ~
تغمدك الله برحمته،
وأوسع قبرك،
وجعله روضة من رياض الجنة،
وأبدلك دارا خيرا من دارك، وأهلا خيرا من أهلك،
وجمعنا بك في الفردوس الأعلى
ياحي ياقيوم
اللهم امين
×××

 جدو عبد المولى... اللهم اجمعنا في الفردوس الاعلى

×××

الطيبون هم الأسرع رحيلا

Wednesday, September 3, 2014

بالرغم من الألم







 سبات...

في منامي.. حلمت بشتى الأشياء، أحيانا كنت أحلم بالفضاء وبالنجوم.. كانت تحدثني من حين لآخر.. وأحيانا كنت أحلم بالعسل، يقطر إلى إناء مزخرف نصف ممتلئ.. وحلمت بأحدهم أيضا.. كان يأتي ليسرق مني نجومي. كانت تخبو ما إن يلمسها... لم أستطع اللحاق به يوما.. فكنت أركض لاهثة خلفه حتى يختفي أو يبتلعه الظلام في مكان ما.
أحلام كانت تأتي وتذهب ثم أقعد في انتظارها حتى تعود مجددا.

استيقظت بسهولة وكأنني لم أكن الا نصف نائمة
ببطء تباعد جفنيّ، وبعد عدة ثوان اتضحت رؤيتي
          استجمعت قواي وقررت تعديل وضعيتي إلى الجلوس، بأنين منخفض استطعت أن أتكئ على ساعدي الأيسر لأجلس... وفور وضعي لساعدي على الفراش غاصت يدي بسائل كثيف فتبللت
رفعت يدي بصورة تلقائية ولمسته بين سبابتي وإبهامي. كان سائلا كثيفا أسود اللون... نظرت تحت مكان ساعدي لأجد نفس السائل الأسود.. ثم قادني نظري لأجده ملطخا كل الحيز الذي كان يضم جسدي
بهلع رفعت بصري خلف كتفي.. وجدت ظهري نفسه هو السائل الأسود، اتسعت حدقتا عيني بينما كنت أحدق إلى هذا المنظر الغريب... ما الذي حدث لي؟ ولماذا تحول ظهري إلى هذا السائل الغريب؟
لم أشعر بأي ألم ولا كأن أي شيء قد تغير، علمت أن تأثير المخدر لم يزل بعد، فهدأت قليلا بينما كنت أتحسسه بيدي الاثنتين.
 
بدأ عقلي يسترد قواه ويعمل ببطء...

ثم فهمت.. لماذا هذا السائل.. ولم كل هذا السبات.. ومن كان الرجل الذي يسرق نجومي. 
بدأ تأثير المخدر بالزوال تدريجيا.
تشعب الألم من وسط ظهري إلى جميع أطرافي، ولم أجد لغة سوى البكاء. عدت للإستلقاء مجددا أتشرب الألم من كل خلية في جسدي، ودموعي تنهمر من عيني مارة بخدي إلى أذني. وما إن استلقيت تماما على الفراش، حتى ازدادت كمية السائل الأسود، حتى كانت كافية لتبتلعني.
بين لحظة وأخري وجدتني أغوص في ظلام دامس. ببطء يكافئ كثافة السائل كنت اغرق تدريجيا..

توقفت عن التنفس وأغمضت عيني بشدة، لم أتنفس حتى كدت اختنق. فتحت عيني ثم شهقت شهقة واحدة. وجدت أنني أستطيع التنفس.. وأنني من البحيرة السوداء الكثيفة غصت إلى سماء واسعة زرقاء.
كنت أحلق. بلا أجنحة.
وقد أعجبني ذلك... بالرغم من الألم.

×××


قريت الكتاب بالمناسبة، عجبني ~
إسراء

Thursday, January 16, 2014

حديــــــث النفـــــس


تتراكم الجروح على قلبها، وتكثر الندوب وتقل القدرة على التعافي كما تقل القدرة على الغفران والمسامحة...
لكنها تجيد النسيان كما تجيد التنفس، أو الحديث او المشي...
لأنها اعتادت دورة الذكريات هذه: سعادة مؤقتة، فجرح، فكره فحزن يليه النسيان.
فبطريقة ما غالبا ما تنتهي ضحية أحدهم، وفي طيات نسيان أحدهم، أو ماضٍ لأحدهم.
تتساءل ما لو كانت هي السبب في ذلك، مهما تعددت الطرق فهي جميعا تؤدي إلى وضعها في نفس المكان، لربما كانت هي التي تجتذب هذا النوع من الأشخاص أو الأحداث. ربما كانت هي كارثة ذاتية التدمير، أو قنبلة موقوتة على قدمين.
×××


السؤال الحقيقي هو... كيف نتجنب أن يحدث كل هذا مجددا ؟
أهو التعلم من أخطائنا، فلا نسمح لأي كان بأن يدخل قلبنا ؟ ونعيش في صومعة، أو شرنقة... فلا نحِب ولا نُحب؟ ولا نعطي كما لا نأخذ؟
أو أن نجلس على هامش الحياة بانتظار القدر الذي يأخذ أرواحنا؟!
فنحن هنا لا نجيد الامتناع الحيادي، إما أننا فتحنا قلوبنا على مصرعيها فتتعرض لكل الزلازل والصواعق والكوارث، أو أننا أغلقناها بسلاسل من حديد في قفص لا يصل إليه أحد، مقطوع عن كل أشكال المشاعر، صائم عن كل الأحاسيس.
ونحن هنا لا نجيد التخير كما الاختيار، فنسقط أسرى للألم مجددا.
ولا نجيد الجلوس بصمت على هامش الحياة أيضا.

كيف نتعلم أن نثق مجددا وبنفس الأريحية والسهولة كما في المرة الأولى؟! وهل نمتلك هذه القدرة الخارقة على تجاهل الندوب والتعايش مع آلام الذاكرة؟!
أويجب أن نلوم أولئك اللذين نحروا البراءة في قولبنا، أم نلوم أنفسنا لأننا نحن -بثقتنا- من أعطاهم خنجرا حادا كفاية ليطعننا بهذه الشدة وهذا العمق في القلب؟!



ملاحظة ~
لست متشائمة ولا سلبية... ولكنني أتساءل بواقعية

الكره يحتاج كمية كبيرة من الطاقة. وأنا لا أمتلك الطاقة الكافية.
لا أقول أنني أسامح بالرغم من أنني أؤمن به. فالمسامحة درجة عالية لم أصلها بعد، لكن الكره درجة منخفضة جدا لن أصلها ماحييت.
Just saying ~

Tuesday, December 31, 2013

أعين جديدة




سبرت أغوار الحديث وحملت الحزن لأرميه عرض الحائط، وعرضهم هم.

خضت نزالات كثيرة، أبحث في ذاتي عنها، وأجول بين الماضي والحاضر، أتقفى آثار نفسي، في تصرفاتي وحديثي، في تفكيري وذاتي.

أقف أمام المرآة...

أتأملها أمامي، أنظر لنفسي، فأرى انعكاسا لي لا لنفسي، مرآة حالت بيني وبينها، ملامح تنكرها الذاكرة، وقلب غريب لا أحتويه، تغرب عني بمقدار التناقضات بي، وحجم الفجوة التي كونتها تساؤلاتي.

بين قناعاتي الخاصة، وبين وجهات نظرهم - التي على تعددهم واختلافهم فهي واحدة - وأنا على تقدمي عمرا يوما بعد يوم... أحمل القناعة المغايرة ذاتها، ووجهة النظر التي توافقها، فلا أخرج عن نص نفسي، ولا عن سيناريو ذاتي.

وجهة ورأي اتخذته طريقا، يختلف عن طريقهم، طريق قادني إلى ألم الوحدة، ومرارة الانعزال.

أن أحمل آراء مختلفة هو كأن أرتدي زيا تنكريا في وضح النهار، مختلفا عن كل عرف قد حمل، فأنا أولد تقليدا خاصا جديدا، يمثلني وحدي، ولا يوافق أحدا سواي.

أمام المرآة، أقف بانتصاب، لأتأمل الفراغ الذي كونته بيني وبينهم، وأتساءل مالو كنت أنا هي المخطئة بحماقة، والعنيدة بغباء. وأنهم هم الصواب، وأنا الخطأ.

لربما لو أنني ارتديت أعينهم، لرأيت ما يرون، لربما فكرت كما يفكرون. ولاقتنعت بالصحيح والمخطئ. فإن غيرت أعيني هذه فأنا أميل لأن أجد الحق، والحق وحده، لأتبعه بطريق جديد مغاير لكل الطرق.

حديث نفسي، يشعرني وكأني بقناعة صحيحة تماما أحور الأحداث، وأستر رغبتي في الإنتماء تحت عنوان الحق. وأولد ألفة جديدة بين كل عرف تناقض بيني وبينهم. كأنني بدأت شيئا فشيئا أتجرد من ذاتي إليهم، وأبدل فكري بأفكارهم. وأحمّل ميزان الحق كل ما أغض طرفي عنه ثم أدعي جهلا به.

حملت زوج الأعين كلا بيد، تأملت لونهما الأسود، وعدت لأنظر للمرآة وأجد عيني الخضراوين. تأملت عيني بنظرة أخيرة واستعددت لكل التغيرات التي ستطرأ على عيني وعقلي.

أعدت زوج الأعين لمكانه، واقتلعت عيني من محجريهما، ووضعتها على المنضدة.

تلمست طريقي على المنضدة بروية إلى العينين السوداوين، وحملتهما مجددا.

أعدت رأسي للخلف وشخصت ببصري إلى السماء، ووضعت الزوج الجديد.

أبعدت يدي برفق عنهما، رمشت كثيرا، وأدمعت عيني كثيرا، بمحاولة يائسة للتأقلم... فتحت عيني ببطء.
كان عالما جديدا تماما...

تحول فيه كل شيء إلى اللون الرمادي، وصبغت فيه كل المشاعر بالحيادية. بصورة تكاد تكون استحواذية تماما وجدتني أوافق قناعات لم تكن لتحتويني في أي وقت من الأوقات.

×××
كل منا يحمل أنواع الآراء والمعتقدات، وكل منا شخصية كما لكل منا بصمته. لنعي هذه الاختلافات، ونستوعب كامل وجودها بنا أو بغيرنا. ونختمها

بالتقبل ثم ربما نستقبحها أو نستحسنها.


SPECIAL THANKS TO MOHAMMAD ABDULHAFEEZ AWAD :*

Photo design by my dear friend M.K.
thank you so much, I love it ^_^

Sunday, August 4, 2013

a few words


معلقة.. بخيط أمل رفيع، بيد القدر..إن أمسكه...
أو [[ أفلته..


مكسوة... بجراح، بعضها خلفها الزمن..
والبعض [[ خلفها آخرون..


أتهاوى.. مابين اختياراتي..
وبين [[ اختياراتهم... 

أتأمل الفراغ الذي خلفته بعدي..ثم أعود لأتأمل مكاني،
وأمعن النظر لفجوة بين الماضي والحاضر..


بعد أن تقلبت على كفي الحياة، تدحرجني كيف شاءت..تعطي وتأخذ.. فإن أعطت فبمقدار..
وإن أخذت فتأخذ كل شيء بقوة وبلا إنذار..


وتبقي على القليل وحسب..لكي لا تبقى مساحة للنقم..
ومساحات كافية للشكر..

والإعتذار ~



seriously ..
if i could... i'd write some more... but "for my own good" i wont.
to keep my own sanity i posted.
even though my voice may never reach the hearts i want it to ...

Maze14

Tuesday, July 17, 2012

بوابــــــہ للماضـــي




شعور وسط، ما بين التبسم والبكاء..
يسحبني إلى ما وراء الصمت..  يأخذني بإرادةٍ تواطِئه وتزيف الرفض.. ثم تتساءل في خفاء..
بيدين تلتمسان هذا اللغز السرمدي، الذي اكتنف مقبض الباب.. ثم تتراجعان...
أوأجده خلف هذا الباب، أم أجد مخلفات من الذاكرة مغلفة في بريد الآلام ؟!
أحمل في عينيّ ترقبًا وسعادة، وأستعد بذخائر كبيرة من أدمع وخيبات لا متناهية، تحسبا لصدمة أتوقع أن تقتحم الباب وتلج بلا استئذان..
ثوان تعيد ولادة أفكار وأسئلة وئدت قبل سنوات.. ومقبض يفصلني عما قد يصبح الجواب...
أترى صلواتي وأدعيتي وصلت أبواب السماء؟ هل يفصلني عن الأجابة مجرد إدارة المقبض وفتح هذا الباب ؟

غريب كيف أحمّل هذا المقبض، كل هذا الكم من الآمال المعلقة وأحلام اليقظة، وبعض الآلام أيضا...
غريب أنني حولته من مقبض إلى علّاقة، أعلق عليها خيبتي المحتمة لألومه عندما لا أجد من ألومه غير نفسي، وأستغل صمته وصلابته وصغر حجمه لأصيغ منه سلة مهملات لأوجاعي.. ليحملها بصمت عني.. دون اعتراض.

أمد يدي ببطء..
استعداد لخيبات أمل...
تلاشت في تلك اللحظة، جميع استعداداتي للخيبات، وبقي الأمل وحده.. وسؤال آخر اقتصر على حروف بعدد حروف اسمه..

فُتِحَ الباب...
وكأني لم أكن من فتحه...
ولج كم كبير من شعاع الشمس، حجب الرؤية عن عينيّ...
ضاقت حدقتيّ...
حتى رأيته...
هيئته التي نَحُلت، عظام وجهه التي برزت، لحية جديدة ولدها الفراق... عيناه بسوادهما العميق، تحمل الحزن والألم الذي حملته إطلاقا...

مهلا...

هذا ليس هو !
يداه تتصلبان، قدماه تتحجران.. عيناه تسقطان من تجويفهما..
"مهلا ! انتظر !"
وجهه يتحول إلى صنم واهن من رماد.. وجسده يتناثر رويدا رويدا أدراج الرياح..
بعجل ويأس أحاول لملمة بقاياه، والتمسك بهذه الأتربة..
بقدر ما أحمل من رماده على يدي، وأحاول حمل المزيد.. بقدر ما تتناثر كما لو كانت ذرات رياح مراوغة وحسب...

أفشل في التمسك ببقاياك، كما فشلت التمسك بك يوما...
أعود لأسامر ماضيكَ صبحا وعشية ومساء..
ألم لا ينجلي وجروح لا تبرى..
على ضفاف بابٍ دومًا ما أتركُه مؤاربا للذاكرة.

إضاءة ~
لنترك التمسك بالماضي، ولا نحمل هموما للمستقبل.. ولنعش الحاضر بحكمة وثقة وابتسامة.

Friday, May 18, 2012

[ ساحـرة قلبي ]



وحدك ..
تملكين عناقا سحريا..
مختلف عن كل عناق احتواني..مختلف الألوان..  فهو متعدد بعدد السماوات، ومتسع بعرضها..
وحده عناقك ..
يحتويني في كل تقلبات مشاعري، وكل فصول أعماري، وكل الأوقات بلا استثناء..
...كم مرة تساءلت في نفسي.. عن سر دفء عناقك في كل الأوقات، وعن أسباب توقف دموعي فقط عندما أعانقك.. كم هو سحري هذا العناق..

كم كنت أتباهي بك أمام رفيقاتي يا أمي.. عناقك سحري، وفراشك الذي يمنع الكوابيس عني كذلك سحري، قبلتك التي تمحو أي ألم... أيضا سحرية... كل شيء تعلق بك... ساحر حقا !!!!!!!!!!!!!!!!

في كل اللحظات التي تحمل عيني فيها شيئا من الحزن.. وتخبو إبتسامتي لأي من الأسباب..ما إن أعانقك، تنهمر دموعي وكأني لم أحاول كتمانها..
فتتشرب ثيابك البيضاء شيئا من أدمعي دون قصد.. حتى أصبحت ملجأ دموعي، ومخبأها..
ثيابك البيضاء التي تحمل أحزان رضيعة وطفلة وشابة...
ثيابك التي تحملني أنا والذاكرة في طياتها، والتي تحمل عبقك الذي لم يتغير...

عناقك الذي...
يكبل جميع مشاعري وتقلباتي.. بإعطائي مطلق الصلاحية، للبكاء بلا حدود.. وذرف الدموع بلا حساب... في لحظات سعادتي بك...
وحتى لحظات حنقي منك..
عندما تمنعينني من الخروج واللعب تحت المطر، بحجة أنني قد أصاب بمرض ما.
عندما تمنعينني من تناول الحلوى قبل الطعام، لأنها ستفسد شهيتي أو عندما تمنعينني من شرب الشاي أو القهوة، لأنني ما زلت صغيرة وعظامي ضعيفة..
جميع حججك كانت واهنة، غير مقنعة، بأي صيغة حاولتِ صياغتها، كم بدت حججك كبيرة المقاس ليرتديها عقلي الصغير..

لكنني الآن أدرك، حجم المعاناة التي تكمن في محاولاتك لإردائي حذاءا يكبرني عدة أعوام، أو شرح مسألة معقدة، بتحليلها إلى 1+1=2

كم كنتٌ عنيدة..
وكم كنتِ صبورة..
وكم كنت أنا صغيرة..
وكم كنت تصغرين لأجلي فقط..

الآن يا أمي.. أنا كبيرة !
فتصرفاتي مع أختي الصغيرة، هي تقليد أعمى، لتصرفاتك يوما معي..
عنادها يشابه عنادي كثيرا.. ووجهها الحزين يطابق قسماتي.. كلتانا نحترف كل المشاعر التي أدركناها..
فعندما نحزن، نحزن بإخلاص، ونبكي بكل أدمعنا، ونرتدي وجها للحزن ولا نخلعه إلا عند النوم...

ماذا عنك يا أمي ؟ أرتديتي هذا الوجه يوما ؟
أم أنك حقا كما ظننت يوما، قد أتيتي إلى هذا العالم وأنت كبيرة ؟!! وأنك لم تكوني يوما طفلة ؟!
أو أنني كبرت في ظلك، حتى صرت أشبهك حد التطابق ؟
فأنا ما عدت أعرفني منك...

×××

يتبع ~

Monday, May 7, 2012

دعــوة مفتــوحة للمشاركة ~






تسهل قراءة الذاكرة، عندما لا نمتلكها.. عندما تحمل بين سواد حبر الاقلام ومساحات الاوراق البيضاء..
عندما نختلس نظرات من ذاكرة ليست لنا...
اما عندما تكون هذه الذاكرة المسطورة.. ذاكرتنا.. بحبرنا واواوراقنا.. فإن وقعها اشد ما يكون على قلوبنا... فإننا لا نقرأ الكلمات وحسب.. بل نذكر اين كتبناها، وكيف كتبناها.. ولمن كتبناها.. ثم ننخرط في الحالة النفسية ذاتها، التي جعلت من كلماتنا.. شعرا.. ومن حروفنا.. أدبا .. ومن ذاكرتنا.. قصصا..
أكثر ما يمكن ان نصنعه بهذه الذاكرة، ان نفتحها على مصرعيها لنشارك هذه المشاعر جميها...
فالكتابة لم تشف أحدا من أوجاع الذاكره.. لكنها كالمسكن... تخدر الالام، فترة الإلتئام.. حتى تبرأ...
فلنكشف عن المسودات.. وليس النسخة المنقحة النهائية التي لا تخلو من التكلف والترتيب..
بل المسودة.. التي تحمل الخربشات الأولى، والأخطاء الإملائية والنحوية، والكلمات العفوية والروح الأولى للنص..
أن تدفعنا آلام حياتنا إلى حد الكتابة.. هو شيء.. لكن أن نشارك من هم حولنا عما نكتبه، فهذه هي قمة الجرأة..
ليس كل منا يكتبنا .. ومن ذا الذي يجيد كتابتنا بشكل أفضل، من أنفسنا..
لنترك التكلف.. لنكتب على مساحات الورق... ومساحات الجدران البيضاء... ومساحات السماء كلها.. وحتى أكفنا الصغيرة... ثم نشاركه.. مع من نحب.. ~





Sunday, February 5, 2012

خربشات قلم و [بقـــايـــا ذاكـــرة]




لم ألقَ مِن قبلُ أحدًا يجيد الحرقَ والاحْتِراقَ سوية مثلك.. تَحرقنِي فأَحْترق، وتُدَثّرني بدموعك فأنطفئ..

علمتني، كيف أحترف الحب والكره سوية... أحبك حتى أكرهك حد الاختناق، ثم أكرهك، حتى أحبك حد الجنون ... بين الموت والجنون معلقة أنا... حتى أصبحت حياتي كشريط سينيمائي يبث بالأبيض والأسود، أحدق إليه من إحدى زوايا الذاكرة...
ذاكرة نُحِتتْ لتجسدك وحدك...
عبثا أحاول الهرب من عينيك..
عبثًا أتجاهل أياما نقشت على بياض عينيّ وسوادهما..
عبثا أتجاهلك..
عبثا أتجاهلني...



×××


فراقك غير كل طقوسي القديمة...
عندما أحببتُك ولدتَ في طقوسا أنت أعلم بها، حتى صارت كالعبادة، تبعث السكينة فى قلبي، وبتركها تتخلني الوحشة والاغتراب...

فقد كنت كل مساء... أعانق صوتك، وألمسه، أما اليوم فكل مساء... أعانق الموت... على فراشٍ كنت أفترشه أنا وخيالك سوية، فالان حتى خيالك يأبى أن يشاطرني فراشي...
حتى خيالك لا يحدثني... حتى ذكراك باتت تتغرب عني...

ما ذنبي ؟! ما ذنبي لترفض ذاكرتي الألم.. كأنها هي من يبكي، أو يسهر.. او يحن أو يتألم...
عيناي وقلبي لا يمانعان، فما بها ؟؟!


×××



تصمت أعيني...
ويبكي قلبي... 
حتى يبتل صدري...
كل ما فيّ يعزيني فراقك.. 
كل مافي يترحم على ذكراك..
أشيع جنازة حبك في قلبي..
أحملها على كفن أحمر.. 

أبكيك..
وأبكيك..
وأبكيك.. 
فاليوم يوم البكاء..
يوم شق الجيوب ولطم الخدود.. 
يوم الآهات والدموع..
اليوم الذي أنسى لك فيه،،
كل أحقادي القديمة..
وكل الزلات الأليمة.. 
وأصيح بمحاسنك..
أعددها كما لو كنت ملاكا طاهرا... 
كما لو كنت معصوما عن كل خطأ..

إنها صلاة موتى.. 
يؤمها قلبي وحده...
ويأتم بها قلبي وحده..
فلا أكتاف تحمل أدمعي..
ولا قلب اخر يشاركني حبك..
ابكيك..
فالبكاء على الموتى، يحررنا من آلام الذاكرة..
أما الكتابة عنهم، فتحرر أقلامنها منهم..

لهذا بكيتك...
ولهذا كنت أكتبك...

قد كنت كل الذاكرة...
والآن أنت [ بقايــا ذاكـــرة ] ..


×××

Friday, December 9, 2011

ثَــــأْر الرِمَـــال



{{ مدخل ~

القصة بالاشتراك مع الكاتب الرائع والمبدع big bad wolf :)
مدونته [[ هولاكيــات ]] تجدونها في الرابط هنا
إنها المرة الأولى التي أجرب فيها الإشتراك مع كاتب آخر في قصة قصيرة، كانت تجربة ممتعة فعلا، وأتمنى أن تكرر مجددا ^_^
أتمنى تحوز على إعجابكم ~

×××

قال:
-          لقد أعطيتك كل ما أملك, و الآن و أنا على فراش الموت أريد أن أسئلك ماذا كنت تريدين أكثر من هذا يا ترى؟ 

قالت:
-          لا أريد كل ما تملك, كنت أريد قلبك فقط.
قال:
-          لقد كان ملككِ منذ دهور .... منذ اليوم الأول الذي قابلتكِ فيه.

×××

الشمس، هي كالحياة تماما...
لها أوجه عدة، ومزاجات متقلبة.. لها دفؤها وحرقتها...
الشمس واحدة، ومع ذلك فإنها تختلف في كل مكان... ففي كل مدينة هي بحلة أهلها...في كل بقعة من الأرض لها هالتها المميزة.. تارة تبعث حرارتها حتى تذيب ثلوج القلوب، وتارة تبث دفئها بثّها للسعادة والبهجة في النفوس...

أما في جزيرة العرب، فهي شمس تكاد تلون بلون أحمر قاني، لون يشبه كثيرا قلوب أهلها...
قلوب غُلفت بأحقاد تتراكم تراكم أوراق الخريف، وآلام تولد مع أغشية الأجنة...

×××

في ظهيرة توسطت الشمس فيها كبد السماء، وتلاشت فيها الغيوم، كان السوق كعادته في كل يوم يعج بالحركة، باعة يروحون ويجيئون، أصوات تعلو فجأة ثم تختفي، مشاحنات مع الزبائن، أطفال يلعبون...

 و في خضم هذه الأحداث كانت هناك سيدة عجوز ضريرة تتجول في الأرجاء، بعصا تتوكأ عليها، ثقيله الحركة، أنفاسها ببطء  حركتها، شعرها الأبيض ينسدل تحت شالها الأسود..  بثياب أهلكتها الأيام، وسنين أغبرها التعب..

تمشي في ديار لم تعرف أزقتها وشوارعها، متعثرة ببعض الحجارة في الطريق, بحيرة تتخلل كل خطوة...

كان انزعاجها من الأصوات جليا على ملامحها، كان هناك رجل واقف على جانب الطريق.. ضخم الجثة، كث الشارب واللحية، بتجاعيد شكلت ملامح وجهه.. فتوقفت لوهله على مقربة منه و أرهفت السمع قليلاً ثم قالت و هي تنظر في السماء:

-          عجوزاً ضريرة تريد المساعدة أيها العرب!
التفت إليها ورد بصوت جزل عميق..
-          نعم، بماذا يمكنني أن أساعدك سيدتي؟
-          أيمكنك أن ترشدني على بئر بني غانم الواقعه على أطراف المدينة؟  فإنني غريبة عن هذه المدينة..  و لا أملك ما يرشدني غير عصاي.

لم يحرك ساكناً للحظات ثم أمسكَ بعصاها و تقدم في صمت مطبق.. وأخذها بوقع خطوات سريع إلى مكان خارج السوق.. كانت تلاحظ تلاشي أصوات الإزعاج شيئا فشيئا... حتى توقف تحت شجرة كبيرة..

توقف عن الحركة و هو لا يزال مولياً ظهرة ناحية العجوز , ثم طقطق برأسه نحو الأرض من دون أن ينطق بكلمة واحده, فشعرت العجوز بذعر خفي و أرادت أن تنطق بكلمة واحده و لكن و قبل أن تفتح شفاها قال الرجل الضخم بصوته الجزل العميق:

-          ها نحن ذا بعيدان عن الأنظار...

توجست خيفة و أستطردت بصوت متلعثم:
-          هل وصلنا نحو وجهتنا يا أخ العرب؟ هل هذه هي بئر بني غانم؟
 ألتفت صوبها و وقف أمامها، متمثلا بعينها كما لو أنه قد جُنّ جنونه ...
-          يمكنك أن تقتليني الآن يا خولة...

صمتت، ثم انقلبت عيناها كما لو كانت عينا صقر مميت .. حدت نظراتها إليه..
قالت في صوت دفين يحمل ضغينة شديدة:
-          اذا فقد عرفتني يا رعد... لم أتصور أنك ستذكرني بعد كل هذه السنين المريرة.

شرد بصره و قال بصوت شابه بعض الحزن:

-          كنت أعلم أن هذا اليوم قادم لا محالة يا خولة.

برقت عيناها في شدة
-          استعد  إذاً لتتذوق من نفس الكأس ..

أدخلت يدها في كمها ببطء، وأخرجت منه خنجرا ذو رأس شديد الحدة، ومقبض ذهبي مزخرف بزخارف سوداء.. حملته بكل ذرة حقد في قلبها.. تجسد في عينيها ماض لم يبرأ من الألم، وجرح لم يُقَدّر له الإلتام...

كان يقف بصمت يهز الجبال، وشموخ أمام زعزعة الأقدار... يحدق إليها وحسب..
تقدمت منه بحذر، حتى أنها لم تثق بأي كلمة قالها..

كانت تطيل النظر في عينيه، بانتظار أدنى إشارة تحذرها، لكنها كانت تتجاهل نورا غريبا ينبثق من عينيه.. عيناه كانتا تتوهجان بنور عجيب..

قبض على يديه بشده.. فنقلت بصرها إلى يده فتمتمت بعصبيه :

-          أتحاول أن تفعل شيئا ما ؟

أجابها في لهجة واثقة:
-          لا خولة لن أفعل أي شيء.

سألته في لهجة ساورها الشك:
-          ما هذا الذي بيدك ؟

مد يده وفتحها أمام ناظريها، أطلت على ما كان يحمله في يمناه..
كانت تميمة صغيرة كما يبدو.. خيط صغير علق عليه خرزات حمراء.. ومن صغر حلقة الخيط، بدا كأنه لشخص نحيل جدا.. أو طفل صغير السن..
لاذت العجوز بالصمت..

نظر عميقا إلى عينيها، ثم قال:
-          إنها لابني الصغير.. توفي قبل ستة أعوام، ولم يتجاوز العاشرة... علمت أنه القدر يأخذه كما أخذت ابنك رشيد بيدي... علمت أنك ستأتين عاجلا أم آجلا...

قالت له في صوت منفعل:
-          هل ترواغ لتستعطفني يا رعد؟
نكس برأسه ناحيه الأرض و قال بلهجه أثارت بعض الأطمئنان في نفسها:
-          هل أبدو لك كذلك ؟

تبدلا النظرات لثوان...
عيناها المكتحلتان بكحل أسود كغسق الليل، كانتا ذهبيتان بلون العسل، ولون النار الموقدة.. بـ تجاعيد رسمتها السنوات على تقاسيم وجه لم يعرف الا قسوة البادية...

شرارات حقد كانت تنبثق من عينيها، بقلب أسود لم يعرف النوم عشرون عاما، بسبب نار غل لم تنطفئ...

-          لقد أدركت كيف يشعر المرء عندما يفقد شيئا كان من ضلعه.. اذا فإنني أثق بأنك لن تغدر بي..
اقتربت منه بخطوات واثقة... بينما ظل هو صامتا... فقالت:
-          لطالما أحببتك و أحترمتك يا رعد... لكنني أثأر لدمه.

رفعت يدها
أغمض عينيه بشدة...

غرست السكين في قلبه غرسة واحدة، بكل ما أوتيت من قوة.. تبعتها عدة غرسات، كان يصرخ فيها من الألم، حتى خر صريعا على الأرض...

بينما راقبته يلفظ أنفاسه الأخيرة... ودماؤه تعود لتمتزج بأرض كانت منها يوما...
راقبته حتى توقف عن الحراك... مدت يدها لتجس نبضه.. لقد أزهقت روحه.. تأملته لعدة دقائق مستلقيا على التراب..

تنفست الصعداء أخيرا..ارتاح وجدانها أخيرا..
ألقت بخنجرها على دمائه.. ثم ألقت عصاها... وتركته خلفها.. وغادرت.

×××