Tuesday, December 31, 2013

أعين جديدة




سبرت أغوار الحديث وحملت الحزن لأرميه عرض الحائط، وعرضهم هم.

خضت نزالات كثيرة، أبحث في ذاتي عنها، وأجول بين الماضي والحاضر، أتقفى آثار نفسي، في تصرفاتي وحديثي، في تفكيري وذاتي.

أقف أمام المرآة...

أتأملها أمامي، أنظر لنفسي، فأرى انعكاسا لي لا لنفسي، مرآة حالت بيني وبينها، ملامح تنكرها الذاكرة، وقلب غريب لا أحتويه، تغرب عني بمقدار التناقضات بي، وحجم الفجوة التي كونتها تساؤلاتي.

بين قناعاتي الخاصة، وبين وجهات نظرهم - التي على تعددهم واختلافهم فهي واحدة - وأنا على تقدمي عمرا يوما بعد يوم... أحمل القناعة المغايرة ذاتها، ووجهة النظر التي توافقها، فلا أخرج عن نص نفسي، ولا عن سيناريو ذاتي.

وجهة ورأي اتخذته طريقا، يختلف عن طريقهم، طريق قادني إلى ألم الوحدة، ومرارة الانعزال.

أن أحمل آراء مختلفة هو كأن أرتدي زيا تنكريا في وضح النهار، مختلفا عن كل عرف قد حمل، فأنا أولد تقليدا خاصا جديدا، يمثلني وحدي، ولا يوافق أحدا سواي.

أمام المرآة، أقف بانتصاب، لأتأمل الفراغ الذي كونته بيني وبينهم، وأتساءل مالو كنت أنا هي المخطئة بحماقة، والعنيدة بغباء. وأنهم هم الصواب، وأنا الخطأ.

لربما لو أنني ارتديت أعينهم، لرأيت ما يرون، لربما فكرت كما يفكرون. ولاقتنعت بالصحيح والمخطئ. فإن غيرت أعيني هذه فأنا أميل لأن أجد الحق، والحق وحده، لأتبعه بطريق جديد مغاير لكل الطرق.

حديث نفسي، يشعرني وكأني بقناعة صحيحة تماما أحور الأحداث، وأستر رغبتي في الإنتماء تحت عنوان الحق. وأولد ألفة جديدة بين كل عرف تناقض بيني وبينهم. كأنني بدأت شيئا فشيئا أتجرد من ذاتي إليهم، وأبدل فكري بأفكارهم. وأحمّل ميزان الحق كل ما أغض طرفي عنه ثم أدعي جهلا به.

حملت زوج الأعين كلا بيد، تأملت لونهما الأسود، وعدت لأنظر للمرآة وأجد عيني الخضراوين. تأملت عيني بنظرة أخيرة واستعددت لكل التغيرات التي ستطرأ على عيني وعقلي.

أعدت زوج الأعين لمكانه، واقتلعت عيني من محجريهما، ووضعتها على المنضدة.

تلمست طريقي على المنضدة بروية إلى العينين السوداوين، وحملتهما مجددا.

أعدت رأسي للخلف وشخصت ببصري إلى السماء، ووضعت الزوج الجديد.

أبعدت يدي برفق عنهما، رمشت كثيرا، وأدمعت عيني كثيرا، بمحاولة يائسة للتأقلم... فتحت عيني ببطء.
كان عالما جديدا تماما...

تحول فيه كل شيء إلى اللون الرمادي، وصبغت فيه كل المشاعر بالحيادية. بصورة تكاد تكون استحواذية تماما وجدتني أوافق قناعات لم تكن لتحتويني في أي وقت من الأوقات.

×××
كل منا يحمل أنواع الآراء والمعتقدات، وكل منا شخصية كما لكل منا بصمته. لنعي هذه الاختلافات، ونستوعب كامل وجودها بنا أو بغيرنا. ونختمها

بالتقبل ثم ربما نستقبحها أو نستحسنها.


SPECIAL THANKS TO MOHAMMAD ABDULHAFEEZ AWAD :*

Photo design by my dear friend M.K.
thank you so much, I love it ^_^

No comments:

Post a Comment