Sunday, February 27, 2011

~|| علــے الــشرفـة ..


على الحافة، وقفت ويداي مكبلتان بالمشاعر المضطربة، أطيل النظر إلى الأسفل، أبحث عن ملامحها..
بين كل موج وموج، في الفلجات ما بين الصخور.. في انعكاس القمر على سطح البحر...

لعلني أجدها...

أو ألمح عينيها وحسب، القليل من بريقهما أو زرقتهما.. حفنة من كحلها أو عطرها..
أو لعلني أستدفئ بالشمس المستترة خلف ضحكتها..

هذيان... يحملني إلى اللا مكان، يسوقني إلى المجهول.. حيث أرى انعكاسي، ولا أتعرف على نفسي..
إلى متى سأتخيل صورتها في كل مكان؟

صوتها يرن في أذني مع كل صباح.. مع كل شروق وغروب.. مثل الموسيقى... لحنا يرسم ذكريات الماضي على الأجفان، ويتمرد على القلب بطغيان..

عدت إلى سيارتي.. سأعود أدراجي...
أعياني التفكير وعذبتني الغربة...
أمسك بالمقود.. وأقود.. ثم أتوقف.. لأجد أنني عدت لنفس البقعة.. تماما مثل كل ليلة.. تحت شرفتها...
حيث أجد نفسي، وأجد بهجة حياتي، وقرة عيني.. وأستعيد القليل من أنفاسي..

وقفت أتأمل الشرفة..
الضياء الذي شقت به غسق الليل، وتفردت بين جميع الشرف..
بأنها شرفة أميرة الأميرات، وحلوة الحلوات.. شرفة ليلى..

فُتح نور الغرفة..
اتسعت حدقتا عيني في ذهول..
هل تتلاعب بي مخيلتي؟ هل تخادعني وترسم أشواقي بأضواء غرفتها ؟
فركت كلتا عيناي، ثم أعدت النظر..
أنا لا أتوهم..
تعلقت عيناي بدون سابق إنذار، بانتظارها علها تخرج إلى شرفتها..
يا ترى هل ستحملها قدماها - إلى شرفتها - كعادتها كما ساقتني قدماي؟
مرت لحظات.. ثم دقائق.. ثم فجأة.. ظهر ظلها، وفتح الباب..
شعرت بقلبي يشق طريقه خارج صدري.. سمعت نبضاته في أذني...

خرجت هي.. كشمعة تشق الغسق.. كزهرة تتباهى بحمرة بتلاتها..
بل لا تشبيه يصفها.. فإنها المشبه به.. هي المسمى والمؤكد بكل تأكيد..

ليلى...

لاحظت نظراتي المعلقة عليها، ثم تنقلت أعينها حتى أبصرتني.. اتسعت حدقتا عيناها.. وكأنها لا تصدق..
وأنا لم أكن أصدق..
تمتمت قائلا "ليلى"..
ورأيت شفتيها تتمتم باسمي ...
تحركت قدماي باتجاهها..

صحت بصوت متحشرج، يشوبه الألم، فتجمعت الدموع في عينيها..
أنشدت قائلا
"لا تحسبوا البرء قد ألم، فجرحنا لم يزل جديدا.. يخدعنا أنه التأم ولم يزل يخبئ الصديدا..".

تأملتني بعينان تحتبسان دموعهما وقالت
~{{ اليوم عاد
كأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي أني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إلي,كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت اذكر
والحرائق في دمي
كيف التجأت إلى زنديه..

}} ~
كانت تقول كلماتها وتمسح الكحل عن خديها وعينيها..

غطيت قلبي بيدي الاثنتين.. ومسحت الدموع عن وجنتي.. وأكملتُ أبياتها قائلا :

~{{ خبأت رأسي عنده
وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي اهملتها
فرحت به,رقصت على قدميه
سامحته وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال أني قد حقدت عليه؟؟
كم قلت أني غير عائدة له,ورجعت!
ما أحلى الرجوع إليه! }}~


×××

No comments:

Post a Comment