أعُـــودُ إليــــــــــهِ ... [ مُجَــــدَدا ] ~
~{{..................
جو غريب ولد من دقائق كان فيها صمتنا أبلغ من الحديث.. فضوله الصحفي حولي، كان جليا حتى في حديثه اليومي..
يطالعني بعينين متسائلتين دون سؤال.. ويرمقني بنظراته محاولا كسري.. لكنني سرعان ما أخلف قدماي في جلستي وأرجع ظهري إلى الخلف محافظة على هدوئي وصمتي..
أستطيع أن أقرأ نظراته.. وهو يحاول أن يفهمني.. أو يجد خيطا يستدل به إلى مدخلٍ لعقلي..
"إذا أنت تكتبين قصصك عن نفسك؟" قال بعد صمت دار أكثر من ساعة..
لم أدري أهو جانبه الصحفي أم غيرته تتحدث..
إننا.. نكتب عن أكثر ما نعرفه.. لا تجد سياسيا يكتب نثرا عن الحب.. ولا تجد شاعرا يكتب الطب..
أجبته قائلة "ليس دائما"..
ابتسمت نصف ابتسامة، ثم أردفت.. "لو كتبت امرأة قصة عشق.. افترض الجميع أنها عنها.. وما يلبثوا أن يبحثوا في ماضيها عن أي أثر للعشيق الغامض".
"لكن ليس هذا ما يحدث معي.. أنا فقط.. أستنبط محور كتاباتي من حياتي.. وليس كل شيء فيها.. الكاتب يرى الإلهام في كل ما حوله.."
قلت كلماتي ثم وقفت عن الكرسي وحملت حقيبة يدي وهممت بالمغادرة..
علق عينيه علي .. بنظرات لا تخلو من التعجب المكتوم..
غادرت..
تركته معلقا، لا أملك له أجوبة.. وهو لا يعرف ماهي أسئلته..
يطالعني بعينين متسائلتين دون سؤال.. ويرمقني بنظراته محاولا كسري.. لكنني سرعان ما أخلف قدماي في جلستي وأرجع ظهري إلى الخلف محافظة على هدوئي وصمتي..
أستطيع أن أقرأ نظراته.. وهو يحاول أن يفهمني.. أو يجد خيطا يستدل به إلى مدخلٍ لعقلي..
"إذا أنت تكتبين قصصك عن نفسك؟" قال بعد صمت دار أكثر من ساعة..
لم أدري أهو جانبه الصحفي أم غيرته تتحدث..
إننا.. نكتب عن أكثر ما نعرفه.. لا تجد سياسيا يكتب نثرا عن الحب.. ولا تجد شاعرا يكتب الطب..
أجبته قائلة "ليس دائما"..
ابتسمت نصف ابتسامة، ثم أردفت.. "لو كتبت امرأة قصة عشق.. افترض الجميع أنها عنها.. وما يلبثوا أن يبحثوا في ماضيها عن أي أثر للعشيق الغامض".
"لكن ليس هذا ما يحدث معي.. أنا فقط.. أستنبط محور كتاباتي من حياتي.. وليس كل شيء فيها.. الكاتب يرى الإلهام في كل ما حوله.."
قلت كلماتي ثم وقفت عن الكرسي وحملت حقيبة يدي وهممت بالمغادرة..
علق عينيه علي .. بنظرات لا تخلو من التعجب المكتوم..
غادرت..
تركته معلقا، لا أملك له أجوبة.. وهو لا يعرف ماهي أسئلته..
،،
قطرات المطر، مثل ضحكاتك، تتشابه..
شفافة مثل ضحكاتك..
مستفزة مثل ضحكاتك..
أجلس أمامك، مجردة، هشة، ضعيفة..
شفافة مثل ضحكاتك..
مستفزة مثل ضحكاتك..
أجلس أمامك، مجردة، هشة، ضعيفة..
ترتشف قهوتك سوداء.. كأيامي..
تتجرعها باستفزاز، وأنا أتصنع الكبرياء..
أنظر إليك نظرات فارغة، خاوية.. خالية من أي معالم ضعف قد تمدك بشيء من القوة..
أشرب قهوتي بالحليب، والكثير من الرغوة..
ربما لأن عنادي يعاكس قهوتك، وربما لأنني أختلق نوعا من التوازن ... معك...
وضعتَ مكعبا آخر من السكر..
ثم ارتشفت رشفة أخرى، ورسمت معالم رضا على محياك..
ابتسمتُ نصف ابتسامة، مجاملة من نوع لا تستحقه..
"أيام معطوبة إذا؟؟.. أوليست رواية رائعة؟" قال بنصف ابتسامة باهتة..
"أجل.."
"لقد أصدرت ضجة في الوطن، لقد أبدعتِ فعلا"
"أعلم هذا.."
ثبتُّ عينيّ على عينيك.. ما الذي جئت من أجله؟ ماذا تريد بعد أن دخلت دنياي وقلبتها رأسا على عقب، وعبثت بكل أثاثها .. وشخبطت بكل الألوان على جدرانها.. ماذا تريد ؟
بعد ان كنت اللون الأبيض، وكنت جزءا من كل لون .. تعكس كل شيء.. وكل شيء يعكس عينيك..
غبت، وغابت معك كل الألوان.. وغابت روائح كل العطور، ولذة أي طعم..
عدت الآن..
أما آن لقلبي أن يستريح.. ؟
قلت وكأنك قرأت أفكاري "بصراحة..." ثم تأملت عينيّ لثوان في صمت، لتجبرني على صدق لم أكن لأخلفه.. "هل روايتك.. تتحدث عني وعنك ؟"
لم أفهم النظرة التي حملتها عينيك في تلك اللحظة.. لم أدري القصد من سؤالك؟
لم أدري إذا كنت تبحث عن البطلة في عيناي، عن حزنها وألمها، وعن اختياراتها ..
وعن الليالي التي قضتها تتنفس أوراق بيضاء عقيمة، ودموع انخرست ولم تنتفض..
أتبحث عن (ميساء) في عينيّ ؟
سطرت أحمدها ألف مرة، وبألف لغة، وبألف نهاية..
وبكته ألف مرة، وبألف دمعة..
وماكانت تزداد إلا حرقة وشوقا إليه..
ميساء.. التي كانت تكتب اسمه على الكتب وعلى الجدران سواء.. على الورق والماء سواء.. وكأن كتابه اسمه تشفيها، وما زادتها الا داء....
نعم، [ أنا ميساء ]..
تتجرعها باستفزاز، وأنا أتصنع الكبرياء..
أنظر إليك نظرات فارغة، خاوية.. خالية من أي معالم ضعف قد تمدك بشيء من القوة..
أشرب قهوتي بالحليب، والكثير من الرغوة..
ربما لأن عنادي يعاكس قهوتك، وربما لأنني أختلق نوعا من التوازن ... معك...
وضعتَ مكعبا آخر من السكر..
ثم ارتشفت رشفة أخرى، ورسمت معالم رضا على محياك..
ابتسمتُ نصف ابتسامة، مجاملة من نوع لا تستحقه..
"أيام معطوبة إذا؟؟.. أوليست رواية رائعة؟" قال بنصف ابتسامة باهتة..
"أجل.."
"لقد أصدرت ضجة في الوطن، لقد أبدعتِ فعلا"
"أعلم هذا.."
ثبتُّ عينيّ على عينيك.. ما الذي جئت من أجله؟ ماذا تريد بعد أن دخلت دنياي وقلبتها رأسا على عقب، وعبثت بكل أثاثها .. وشخبطت بكل الألوان على جدرانها.. ماذا تريد ؟
بعد ان كنت اللون الأبيض، وكنت جزءا من كل لون .. تعكس كل شيء.. وكل شيء يعكس عينيك..
غبت، وغابت معك كل الألوان.. وغابت روائح كل العطور، ولذة أي طعم..
عدت الآن..
أما آن لقلبي أن يستريح.. ؟
قلت وكأنك قرأت أفكاري "بصراحة..." ثم تأملت عينيّ لثوان في صمت، لتجبرني على صدق لم أكن لأخلفه.. "هل روايتك.. تتحدث عني وعنك ؟"
لم أفهم النظرة التي حملتها عينيك في تلك اللحظة.. لم أدري القصد من سؤالك؟
لم أدري إذا كنت تبحث عن البطلة في عيناي، عن حزنها وألمها، وعن اختياراتها ..
وعن الليالي التي قضتها تتنفس أوراق بيضاء عقيمة، ودموع انخرست ولم تنتفض..
أتبحث عن (ميساء) في عينيّ ؟
سطرت أحمدها ألف مرة، وبألف لغة، وبألف نهاية..
وبكته ألف مرة، وبألف دمعة..
وماكانت تزداد إلا حرقة وشوقا إليه..
ميساء.. التي كانت تكتب اسمه على الكتب وعلى الجدران سواء.. على الورق والماء سواء.. وكأن كتابه اسمه تشفيها، وما زادتها الا داء....
نعم، [ أنا ميساء ]..
تأملته لثوان، انعقد لساني لثوان، في لحظة واحدة، تأملت فيها عينيك، تبادر إلى ذهني كل كلمة حب، وكل كلمة عشق، أغزلها تحت سواد شعرك الحالك، وسمرتك الغجرية، وغمازتيك الساحرتين..
لم ألحظ نظراتي التي كانت تلتهم عينيك، حتى قلت لي.. "أمل.."
خفضت نظري إلى كوب القهوة، ثم رددت "نعم، خالد"
"اشتقت إليكِ"
حملت يديّ بين يديك.. بلا مبرر، ولا مقدمات..
خفضت نظري إلى يدي التي كانت ترجف، طربا.. وبهجة وغبطة..
وقلبي الذي ينبض متسارعا، ليصل إليك..
لكن بريقا ذهبيا استوقفني.. بريقا ليس كغيره، بريقا أصغيت لكلماته واحدة تلو الأخرى..
صحيح..
وكأنني نسيت نفسي لوهلة.. طالعتُ الخاتم الذهبي حول خنصري.. ثم سحبت يدي في صمت..
حتى لا تعتاد على يديك.. ولا تئن لفراق يديك.. وترفض يديه هو بعد أن احتوتها يديك..
"لقد تأخرت يا خالد... انتظرتك كثيرا"..
تأملني بعينيه.. تأملني.. أنا..
وقفت، لأخرج من هذا المكان، بعد هذا اللقاء الغريب.. بعد زلة القدر هذه... لأستعيد شيئا من أنفاسي المتسارعة.. وشيئا من ذاتي المفقودة..
ثم أعود إليه....
كما عدت مئات الليالي.. لأنني دائما سوف اعود إليه...
لم ألحظ نظراتي التي كانت تلتهم عينيك، حتى قلت لي.. "أمل.."
خفضت نظري إلى كوب القهوة، ثم رددت "نعم، خالد"
"اشتقت إليكِ"
حملت يديّ بين يديك.. بلا مبرر، ولا مقدمات..
خفضت نظري إلى يدي التي كانت ترجف، طربا.. وبهجة وغبطة..
وقلبي الذي ينبض متسارعا، ليصل إليك..
لكن بريقا ذهبيا استوقفني.. بريقا ليس كغيره، بريقا أصغيت لكلماته واحدة تلو الأخرى..
صحيح..
وكأنني نسيت نفسي لوهلة.. طالعتُ الخاتم الذهبي حول خنصري.. ثم سحبت يدي في صمت..
حتى لا تعتاد على يديك.. ولا تئن لفراق يديك.. وترفض يديه هو بعد أن احتوتها يديك..
"لقد تأخرت يا خالد... انتظرتك كثيرا"..
تأملني بعينيه.. تأملني.. أنا..
وقفت، لأخرج من هذا المكان، بعد هذا اللقاء الغريب.. بعد زلة القدر هذه... لأستعيد شيئا من أنفاسي المتسارعة.. وشيئا من ذاتي المفقودة..
ثم أعود إليه....
كما عدت مئات الليالي.. لأنني دائما سوف اعود إليه...
}}~
No comments:
Post a Comment