Sunday, October 17, 2010

One step on the bus


×××
     لحظات الإحراج، تمر ببطء. وكأن الزمن يتكاسل لكي تدرك مدى غباء موقفك. جميع الأعين معلقة بك، تحدق بك كـ [مهرج] بأنف أحمر، ووجه أبيض مرعب.
شددت قبضتي على حقيبة ظهري، وأوقفت دموعي عن التعبير عن رأيها. ثم قلت بغصة في حلقي "سأغادر الآن".
استدرت فورا غير مكترثة لنداء أحد، فقد اكتفيت فعلا.
كان المشهد يعيد نفسه مرة تلو أخرى في عقلي. " هل لي أن أحدثك يا سمر؟ أحتاجك في موضوع ما"، نظر إلي وقال "عن إذنك يا دلال"
"دله تنكسر على راسك" جملة تردد صداها في عقلي دون أدنى مشاعر بالذنب.
كنت أسرع إيقاع خطواتي دون شعور مني، موقفه كان كفيلا بدفعي للركض والصراخ، هو يعلم كم أغير منها. يعلم كيف أشعر، وكيف أفكر...
حتى سمعت صوت ندائه "دلال توقفي".
التفتّ لأجده راكضا نحوي "لم ستخرجين وحدك؟ هذه ليست من عاداتك". سألني متعجبا.
تحججت بأشغالي وألم في رأسي، فلم يزد حديثا على حديثه وعاد هو وحيرته أدراجه مخذولا.
ألم عصر قلبي في تلك اللحظة. كيف يهون علي أن أعيده أدراجه بعد لحق بي، إلا أن أفكاري سرعان ما قررت أنه يستحق أكثر من هذا على ما فعله..
ثبت نظري على الأرض ثم سرت بخطوات واسعة حتى كدت أركض في حرم الجامعة.
خرجت من البوابة، تريثت قليلا.. ثم نظرت حولي وخلفي باحثة عن أي ظل له... بلا أي جدوى.
أدركت أنني فوتّ قطار العودة، وأن مشكلة بسيطة ستحول إلى عدة أيام أليمة. 
ممسكة بحقيبتي وأوراقي، أسبح في بحر أفكاري... تولت قدماي مهمة المشي إلى الباص، تلقائيا جلست على الكرسي الثاني من الأمام بجوار النافذة.
وضعت حقيبتي على قدمي وأسندت رأسي عليها، ثم أغمضت عينيّ، وسرحت متنقلة من فكرة إلى فكرة، أتخيل شتى أنواع السيناريوهات التي ستدور بيننا.
شعرت بأحدهم يجلس قربي.
ثم سمعت صوته "دلال؟".
هل أصبت بالجنون؟ أم أن عقلي يتلاعب بي؟ أمعقول؟
و لدهشتي التفتّ لأجده هو.
بأنفاس متقطعة... ونظرة متوسلة... همس لي قائلا... "سامحيني".
اعذرني يا قلبي، كيف لا أسامحه؟ كيف لا أبتسم له؟ كيف أتوقف عن حبه أو النطق باسمه؟ وهو .... [هو ].
بحياء شديد، وخدين متوردين خجلا خفضت بصري.
فقال "هل مازلت غاضبة؟".
حركت رأسي لا.
"سامحتك منذ أن صعدت على هذا الباص".
×××

No comments:

Post a Comment