Monday, October 3, 2011

,, [ ذكريــات [ بقلم سبورة ,,



ركضت إلى تجذب ملابسي وتناديني "أحلام، أحلام"
طالعتها بعينين نصف مفتوحتين وقلت "نعم.."
أشارت إلى المرآة بسبابتها الصغير وقالت "انظري ماذا رسمت !"
حولت ناظري إلى المرآة، لأجد رسمة رسمتها بقلم سبورة أزرق، رسمة طفولية لا تخلو من أخطاء في المقاييس والأبعاد..
كانوا ثلاثة كما يبدو، فتاتان وفتى، الجميع يتشابه في الملامح، احدى الفتاتان طويلة واحداهن قصيرة، ضحكت بيني وبين نفسي.. فمقياس السن في رسم الأطفال هو الطول وحسب..
 الثلاثة يقفون على أرض غير مستوية، أذرعهم الطويلة كانت تلتقي في الأيادي، وشعر الفتاتين يكاد يصل أفخاذهن، الجميع يرتسم بسمة على محياه، وقلوب تتطاير إلى السماء من فرط السعادة..تبسمت وقلت "من هؤلاء؟"تمايلت في وقفتها ثم أشارت إلى الفتاة الطويلة وقالت "هذه أنت." ثم نقلت سبابتها إلى الفتى وقالت "وهذا حسان" عادت تتأملني بعينان تبرقان وقالت "مارأيك؟"
حسان؟
هو مرة أخرى.. حتى على سبورتي..وكأن القدر يتلاعب بي كدمية، يحركني بخيوطه. ويرسم آمالي وأحلامي وسعادتي، على سبورة بيضاء، بقلم طفلة لم تتجازو الثامنة من عمرها..
ليذكرني، كم هو مستحيل هذا المنال..
دمعة... تجمعت في عيني بلا سابق انذار..
تعجبت أختى وقالت بنبرة طفولية مشبعة بالاهتمام "مابك؟"
مسحت دمعتي وحولت حديثنا إلى الرسمة مجددا "ومن هذه الصغيرة؟ أهي أنت ؟؟"
ردت "لا انها ابنتكما".
قلت لها "وهل يد ابنتنا تصل حتى الأرض ؟؟ هل نحن فضائيون ؟"
أصدرت عبير تنهيدة انزعاج "سأصلحها الان"
مسحت الأيدي الطويلة بقطعة قماش كانت معها..

~
لن تُسرق مني دمعة أخرى.. [يكفي!]
لأنني بكيته ألفا وألفا وألفا..بكيته ألف مرة في ألف ليلة..وبألف دمعة حتى نقشته على خدي..وبألف لغة وحرف كتبته..
~
سأضحك، ولو كانت ضحكاتي ضربا من الجنون، سأضحك، حتى ولو كانت ضحكة باكية، ضحكة دمع بها قلبي ألف دمعة..كم كان يلزمني من القوة، ومن الصبر لأطلق تلك الضحكة، لأوهم تلك الصغيرة بأن رسمتها [أسعدتني]..
غادرت..
تركتني، لتذهب وتلعب بدميتها..تركتني، لأستسلم مرة أخرى، لدموع أوهمتني بالانسحاب، برفع راية بيضاء.. بهدنة غير معلومة الأجل..
اسمك قريب جدا من دموعي، كما المسافة بين عيني، قرب الحاء من سين اسمك، وقرب سينك من نون الندم وميمها..
~
أبكي ،، لأنني أودع بقايا الذاكرة، لأنني أمسح الذكريات كما مسحتْ تلك الأذرع الطويلة..

عبير..
لم لم تمسحي القلوب وتستبدلي الضحكات ببسمات مقلوبة ؟!أوليس هذا الواقع؟ أليست هذه الحقيقة؟
الواقع ،، هو أننا فعلا على أرض غير مستوية، على قدر غير عادل، على أمل وهمي لن يتحقق.ارسمي الواقع.. حتى لا تصدمي بحقيقة تعاكس لوحتك، ارسمي ماترينه، وليس ما تتخيلنه أو تأملينه..امسحي القلوب والابتسامات.. والسعادة أيضا..

No comments:

Post a Comment